أنباء اليوم
الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 07:31 مـ 2 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزير التموين يلتقي بعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ تشكيلة برشلونة لمواجهة ريال مايوركا ضمن منافسات دوري الإسباني محافظ الجيزة يشارك بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولى السادس لمدن التعلم بالسعودية بعثة الاهلي لكرة الطائرة تصل البرازيل استعدادًا للمشاركة في بطولة العالم للأندي محافظ كفرالشيخ يعلن نتيجة القرعة العلنية لترخيص 20 سيارات أجرة وزارة الثقافة تنظم أكثر من 150 فعالية ثقافية وفنية بأنحاء الجمهورية مدبولي يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات هيئة تنمية الصعيد وزير الخارجية ينقل رسالة من رئيس الجمهورية إلى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني رئيس جامعة المنوفية يعقد إجتماعا باستاذة علاج الأورام الجود الخيرية تطلق حملة ”دفا وستر” بتوزيع 10 آلاف بطانية و2000 كرتونه غذائية بالقاهرة الكبري والوجه البحري تمهيدا لمشاركتها في معرض ” CES2025” إل جي تعرض حلول مدعمة بالذكاء الإصطناعي لتحسين الحياة اليومية لعملائها الإسماعيلي يستأنف تدريباته استعدادا لمواجهة حرس الحدود

صورة وذكرى

كتبت: هناء علي
تحجَّرت في عينيهِ الدموع فأبت أن تظل حبيسة، وانسالت على وجنتيهِ رغمًا عنه حينما تطلع لصورتها بمؤتمر طبي بإحدي الصحف الشهيرة.
عاد بذهنه إلى الوراء لأكثر من ثلاثين عامًا مضت... لم ينس فيها تلك الملامح الملائكية والابتسامة العذبة، إنها جارته الطبيبة التي أحبها في صمتٍ، حبًا امتلك كيانه، وفاق استيعابه، حبًا ظل ينمو بداخله منذ الصغر فأصبح كشجرة عتيقة امتدت جذورها وتشبَّـثت في الأرضِ فصعُب اقتلاعها، تذكَّـر نظرات الحب البريئة التي اختلسها خلف نافذة غرفته، كانت ملهمة لكل قصائده الشعرية التي حصدت العديد من الجوائز بكلية التجارة، كان دومًا يُمنِّي نفسه بتلك اللحظة الحاسمة التي سيصرِّح لها عن حبهِ الدفين فيريها ما خطته يداه من أجلها، ويجمعهما بيت صغير تملؤه السعادة ودفء المشاعر، لكنه تردد في الإفصاح عن مشاعره وتأخر قليلًا؛ ليجمع نقودًا كافية تليق بمعشوقته.
ذلك الخطأ أفاقه على دعوة خطبتها.
ظل يكذب بادئ الأمر ثم سرعان ما أدَّى ذلك لأزمة أفقدته توازنه عدة أشهر؛ سانده الأصدقاء للخروج منها بسلام، ثم استسلم للواقع فلم يعد هناك أمامه مفر سوى أن يبحث لقلبه عن بديل، ويطبِّق مقولة داويها بالتي كانت هى الداء.
أخبر أمه أن تساعده في إيجاد عروس مناسبة؛ على الفور اختارت أمه بدورها إحدى القريبات الجميلات، وتم تحديد موعدًا مناسبًا للخطبة وعلى إثرها تم الزفاف.
بدأ يكتشف صفات زوجته التي لا يعرفها على مدار تلك الزيجة.
لم ينكر بينه وبين نفسه أنها ماهرة بالطهي، ونظافة المنزل، وتربية الأبناء، وتهتم بأشيائه، إنها تركز في تفاصيل التفاصيل لكنها لا تجيد فن الحوار، تختلف معه في الأراء والثقافات، غيورة إلى الحد الذي يثير المشاكل ونوبات الغضب المتكررة، تمضي الحياة بينهما خاوية من الحب يملؤها الرتابة والملل.. يجتهد ويحاول مرارًا أن يضع حياته بالإطار الذي يرضيه لكن كالعادة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ لذا قرر عقله أن يصمت، يتغافل ولا يلتفت.
حياته لابد أن تكتمل من أجل الأبناء حتى مضى به قطار العمر، وكلما أوشكت قدرته على الاحتمال؛ تتضاءل والفجوات مع زوجته تزداد!
فما كان منه إلا أن يدخل غرفته، يقرأ دواوينه وأشعاره، يتأمل محبوبته في ألبوم صوره القديم ثم يخرج تنهيدته المعتادة ويعود لمواصلة حياته من جديد.
هل أعد لك كوبًا من الشاي؟ آتاه صوت زوجته قادمًا من المطبخ؛ فانتزع منه شريط الذكريات... مسح دموعه، أغلق الجريدة، وأجابها نعم؛ أحتاج كوبًا من الشاي الثقيل.