مصطفي سالم لأنباء اليوم المصرية : مسجل خطر أوحي لي بتفاصيل شخصية حمزة في اللي ملوش كبير

قد يكون عمل واحد يكشف فيه الفنان عن موهبته، ويصل في الأداء إلى قمته، وهنا يشار إليه، ويتم إلقاء الضوء على هذا العمل، فيتم الكشف عن موهبته الكامنة ؛ كما حدث  ، ولا أذهب بعيداً إلى نجوم كبار ، أو أزمنة بعيدة ، ولكن هنا أتحدث عن نماذج كالتي أفرزها مسلسل "اللي ملوش كبير" والنجم مصطفي سالم والذي أبدع في دور "حمزة " وأثبت لنا جميعا أنه يمتلك قدرات لم تستغل بعد ، و لديه موهبة مازالت بحاجة لأعمال أكبر وأهم .

قدم الفنان مصطفي سالم مشوار فني قصير ولكنه حافل بالإنجازات ، إستطاع خلاله أن يمتعنا بأدائه القوي المدروس ، فضلا عن إيمانه برسالة الفن السامية ،و خلال حديثي معه رأيت أن الفن بالنسبة له ليس شهرة أو مال ولكن تشكيل لوجدان مجتمع ، فهو صنع إسمه بإجتهاده وحبه لرسالته .

وقد حرصت جريدة أنباء اليوم المصرية  علي التحدث مع " سالم " ليكشف لنا تفاصيل إستعداده لشخصية حمزة في مسلسل "اللي ملوش كبير " وكذلك تعاونه مع المخرج الكبير مصطفي فكري والنجمة ياسمين عبد العزيز ، وعن الصعوبات التي واجهها ، وغيرها الكثير من التفاصيل وإلي نص الحوار ..

إكتشاف الموهبة نفسها كان حينما تنبأ معلميني وأصدقائي عندما كنت صغير في المدرسة أن لدي موهبة في التمثيل معربين عن أملهم في إستغلالها لدرجة أن عند بحثهم عني كانوا عادةً ما يجدوني في المسرح ، فضلا عن حبي الدائم للقيام بتجسيد وتقليد العديد من الشخصيات وعندما كانت تستفزني شخصية ما كنت أتمني لو أنني كنت مكان البطل في الدور ، ومن هنا كانت البداية لإكتشاف الموهبة نفسها وكبرت وكبر معي هذا الحلم طيلة مراحل حياتي .

لم تكن صعوبات كما يري البعض ولكن فرق معي جدا أن وقتما تحين الفرصة أكون بالفعل مستعد لها ، فمعظم الصعوبات التي واجهتني كانت أن أبحث عما ينقصني كي أنميه وعندما تأتي الفرصة أكون جاهز لها بنسبة ١٠٠ %.

شخصية حمزة من الشخصيات التي أرهقتني بشكل كبير لقيامي بتجسيد شخص بعيد عني تماما ، شخص مسجل خطر يتسم بأبشع الصفات التي يمكن أن يوصف بها بشر من حقد وغل وكراهية وطمع ، يريد الوصول دائما وليس لديه أي مشكلة في أن يقوم بفعل أي شئ في سبيل الحصول علي ما يريد ، أن يخون أو يخدع ، فكان لابد من رؤية نموذج لحمزة علي أرض الواقع ليوحي لي بتفاصيل الشخصية ويعطيني المكياج الداخلي والخارجي لها وأري كيف يتعامل ، فإن لم يصل هذا للمشاهد أكون قد فشلت في رسالتي ، فكان كل همي أن يري الجمهور مدي غل وحقد شخصية حمزة وأن أقنعهم بطبعه و الحمد لله نجحت بالفعل ..

وأضاف ، طلبت من صديق لي يعمل محامي أن أري نموذج حقيقي للشخصية وأن لا يعلم سبب مقابلتي حتي يتسني له أن يكون علي طبيعته غير مفتعل ، وبالفعل عرفني علي سايس جراج مسجل خطر ورأيت السلاسل والجنازير التي كان يرتديها وطريقة شربه للشاي ومسكه للسيجارة بالإضافة إلي نظراته الحادة التي كان يجسدها حمزة طيلة المسلسل والحمد لله استطعت أن أؤديها علي أكمل وجه .

أغلب الإنتقادات كانت أن معظم الناس أخذوا الموضوع بشكل جدي أكثر من اللازم و أتذكر موقف طريف عندما أنهيت إجراء عملية جراحية منذ أسبوعين وقام الفنان محمود حافظ الذي جسد شخصية مينا في المسلسل بكتابة تعليق لي علي السوشيال ميديا يهنئني لخروجي سالما من المستشفي ومعظم الجمهور علق له " إنت ما شاء الله عليك بالفعل محترم برغم ما فعله معك " .

فالجمهور أخذ الموضوع علي محمل الجد وبدأ يسب في شخصية حمزة ويعبر عن مدي خيانته وقيامه بالغدر بمينا وبمالك وجعله الخديوي يقتل أعز أصدقائه ، فضلا عن أنه أوقع الخديوي في شر أعماله .

متابعا ، لم أشعر بالضيق من أراء المشاهدين إلا من تجرأ بالكلام أكثر من اللازم ، وكنت متوقع كل هذه الإنتقادات والكره العميق للشخصية عندما عُرض عليَّ الدور من البداية حينما صرح لي المخرج مصطفي فكري والكاتب عمرو محمود ياسين والفنان أحمد العوضي بأنه أكثر شخص سيكرهه الجمهور في المسلسل .

بالطبع فنانة بحجم ياسمين عبد العزيز صاحبة أكبر شباك إيرادات في مصر والوطن العربي ، مجرد الوقوف أمامها إضافة كبيرة وشرف لي ، فضلا عن أني اكتسبت الكثير من جمال روحها وجديتها في العمل وشعورها كأنه جزء لا يتجزأ منها ورغبتها في القيام به علي أكمل وجه ، وهذا أقل ما يقال عن نجمة كبيرة بحجم ياسمين عبد العزيز .

مصطفي فكري مخرج محترم يعي طبيعة عمل الممثل فيعمل علي توجيهه وإحتضانه ويقوم بتشجيعه ليخرج أفضل ما لديه ، فهو من المخرجين المتفوقين والمجتهدين يعرف كيف يعمل علي شخصية الممثل ويخرج أقصي ما عنده ، فهو يعد من المخرجين الذين نلت شرف عملي معهم مرة سابقة في الجزء الثاني في مسلسل نصيبي وقسمتك " حكاية إتفضل في الصالون" فلن يسقط من ذاكرتي مساندته وتوجيهاته وهو من أهم الأسباب التي أخرجت شخصية حمزة بهذا الشكل الذي أقنع الجمهور ، وكان دائما ما يعطيني الإتجاهات المحددة للشخصية ، فأنا أبدي كامل سعادتي بالعمل معه والقادم سيكون أجمل بإذن الله .

تجربة الإختيار من أكثر التجارب التي سعدت بها خلال مسيرتي الفنية القليلة في التمثيل ، فبمجرد ما يرتدي الفنان بدلة الجيش يشعر بإحساس يفوق الوصف ويصبح لديه دافع أنه بالفعل مقاتل من عظمة هذا الحدث ، فكانت بالنسبة لي من أفضل التجارب وخصوصا أني إستمتعت بروح وأجواء العمل نفسها في اللوكيشن كعيلة واحدة تتسم بجدية تامة ورغبة مطلقة في القيام به علي أحسن وجه .

النجم أمير كرارة من أجمل الشخصيات التي سعدت بالعمل معها فهو شخص رائع علي المستوي الإنساني قبل المهني ، وكان دائما ما يدعمني وأتذكر عندما كنت أشعر بالتوتر في أول يوم عمل لي بالمسلسل ولم يبخل بالوقوف بجانبي وإعطائي الطمأنينة ، ولن أنسي المخرج بيتر ميمي وبراعته وفي نفس الوقت العمل معه متعة لتسهيله كافة العقبات التي تواجه الممثل ، فكانت تجربة مهمة بالنسبة لي وبالفعل من أفضل التجارب .

مقومات العمل الجيد بالنسبة لي عندما أشعر بالغيرة لعدم مشاركتي به ، فحينها أعلم أنه عمل جيد إستطاع أن يلفت إنتباهي له ، ولا يستطيع أحد أن يضحك علي الجمهور فهو أصبح واعي لدرجة كبيرة يستطيع من خلالها أن يقيم العمل ويقيم أداء الممثل ، ولن ننسي الإختلاف في الأذواق بكل تأكيد ولكن طالما هناك إجماع علي عمل ما يعتبر مؤشر لنجاحه وقدرته علي إحترام عقلية المشاهد .

ولا دور من الأدوار التي قمت بأدائها تشبهني فأنا مختلف عن كل الشخصيات التي قمت بتجسيدها ، ولكن من الممكن أن أقول أن شخصية عامر في مسلسل نصيبي وقسمتك تشبهني إلي حد ما ، "الشخص الصعيدي الذي لا يرضي بالحال المايل" .

نعم تعاقدت علي فيلم " اتنين طلعت حرب " إخراج الأستاذ مجدي أحمد علي وإنتهيت من تصويره بالفعل ولكنه لم يعرض حتي الآن ولا أعلم ما السبب .

أتمني الفترة القادمة أن أبتعد عن تجسيد شخصية شريرة كدور حمزة في مسلسل اللي ملوش كبير وأن أقوم بأداء دور كشخصية مينا المخلص الأمين للفنان محمود حافظ .

العمل الذي أحدث تطور في حياتي الفنية وكان رقم واحد بالنسبة لي هو مسلسل الإختيار ، فهو من وضعني علي بداية الطريق الصحيح ، ويأتي بعده دوري في مسلسل اللي ملوش كبير وتجسيدي لشخصية حمزة والذي يعتبر أهم نقلة في حياتي الفنية .

أري أن الإثنان مرتبطين ببعضهما البعض إرتباط وثيق ، سواء حلم التمثيل أو هدفي في الحياة فأنا دائما ما أقول حلمي أن أكون أداة لنقل وجهة نظر صحيحة ، و أولا وأخيرا الفن رسالة فما هي الرسالة التي نريد أن نوجهها للمتلقي ؟ وبالتأكيد كلنا رأينا مسلسل الإختيار وعرف الجمهور من هو الشهيد منسي ، فضلا عن كم التضحيات التي يقوم بها جيش بلدنا وكيف يضع روحه في كفة وبلده في الكفة الأخري في سبيل رفعة الوطن والدفاع عن أمنه ، فالفن بالنسبة لي رسالة سامية وأتمني أن أكون بالفعل أداة لتوصيل هذه الرسالة بطريقه صحيحة .