الصداقة : بين العصر القديم و العصر الجديد ماذا تغير
تونس- محمد النفزي
تعتبر الصداقة من مكونات الحياة الأساسية بسبب تكونها من الطفولة انطلاقا من اللعب في الحي مرورا بالمدرسة و المعهد و الكلية وصولا إلى العمل إلى غيرها من المناسبات التي تصنع الصداقة . لكن هناك تغيير بين العصر القديم و الجديد ربما سببه الأول الفرق في التكنولوجيا في السابق كانت للصداقة معنى نظرا لجيل كان يلتقي في مختلف المناسبات و الأعياد للتبادل التهاني أو للابتكار ألعاب أو الدراسة الجماعية و القيام ببحوث في المكتبات العمومية و هو ما من شأنه أن يخلق جو من التلاقي و التآلف و الإبداع و المودة و تبادل الزيارة ، ولكن عند وصولنا إلى السنوات الرقمية تغير مفهوم الصداقة فقد غاب اللقاء و أصبحت التهاني رسالة قصيرة بالهاتف أو الفيسبوك حتى عند لقاء الأصدقاء غاب الكلام و الكل أصبح منشغل بهاتفه و تصفح شبكات التواصل الإجتماعي حتى الدراسة غابت البحوث و أصبحت مجرد كلمة تكتب على جهاز البحث لتحصل على كل ما تريد دون تعب و نقاش و تبادل للآراء . في هذا العلم الرقمي غابت كل متعة للحياة غاب الإشتياق لأن اللقاء أصبح فتح جهاز كاميرا يفتح في أي مكان و زمان ومن أي مسافة و غاب معنى الصداقة الحقيقية ولذتها و معناها . فهل سنعود إلى الزمن الجميل ؟ أم سيكون هناك تطور سلبي في العصور القادمة يقضي على كل العلاقات و يجعل من الإنسان مجرد انسان رقمي يفتقد إلى معنى الحياة ؟ .