الأمانة المنسية بقلم / راندا عطوان
الأمانه خلق كريم نشأ بالفطرة مع الإنسان منذ بداية الخليقة ، وهى شعور ومسؤلية كبيرة قبلها الإنسان منذ بداية الخليقة فقد قبل حمل الأمانة حين رفضتها السماوات والأرض وحملها الانسان .
والأمانة تعنى ببساطه رد الشئ إلى صاحبه فى حين أنك قادر على ألا ترده متحكماً فى ذلك لضميرك الداخلى .
ومن الخطأ أن نربط الأمانة بدين معين وإنما هي خلق وإحساس فطرى سوى ينشأ داخل الإنسان منذ بدايته ، وأكبر دليل على ذلك سيدنا محمد الذى لقب بالصادق الأمين حتى قبل نزول الرسالة عليه .
كل ذلك يعرفه معظمنا وأغلبنا حريص كل الحرص على الأمانة دائماً لكن هناك شئ مهم غفل عنه الكثيرين هو أن الأمانه أنواع واكتفوا جميعاً بالأمانة المادية فقط
اهتم الكل بالامانة من حفظ المال والودائع ونسيوا أن هناك أمانات أشد خطورة وضياعها قد يهلك أمة ويهلك الأنفس بداية من أمانة الجسد الذى وهبنا الله إياه وسوف يحاسبنا عليه مروراً بأمانة القلوب والمشاعر وكم هى مؤلمة جداً
حينما تضع ثقتك ومشاعرك فى شخص ما وتوضع قلبك وتمنحه روحك وثقتك وتجد أنه قد خذلك ببساطه .
وأصعب أنواع الأمانات و أشدها خطورة على المجتمع وأكثر أمانة يتناساها الكثيرون ويغفلون عنها على الرغم من أنها أهمهم على الاطلاق أمانة الكلمة .
هذه الأمانه حين تضيع قد تضيع مجتمع بأكمله
إن سهم من كلمة قد يرفع صاحبه وقد يهلكه وكم هلكت أمم بكلمة وكم ارتفع شأن أشخاص بكلمة.
إن أكتر ما يؤلمنى أن أجد اناس ذو مراكز مرموقه وسمعة طيبه ويقوموا بكل بساطة بخيانة الكلمة .
فتجد مثلا أستاذ جامعى يأخذ بحث علمى ليضع اسمه عليه وينسبه لنفسه بكل بساطه معتبراً ذلك حقه ودون ان يشعر بأي غضاضه تجاه ذلك أو أي تأنيب ضمير.
تجد كاتب أو أديب أو شاعر بكل بساطة يأخذ إنتاج غيره ناسبا ذلك لنفسه دون أن يشعر بأي حرج او أي تأنيب ضمير متناسيا أن ذلك حق غيره ، في حين تراه حريص كل الحرص على رد أي امانة مادية ظنا منه أنه لن يحاسب على ذلك .
وأخيراً ما أود قوله والتركيز عليه أن الأمانة ستظل هى الأمانة وسوف نُسأل عليها أمام الله بغض النظر عن أياً كان شكلها فالمهم مضمونها فلنتق الله ودائماً نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب من الآخرين والأهم قبل الحساب من الله عزوجل
وأخيراً ليكن كل منا رقيب نفسه قبل أن يفكر أخذ حق غيره حتى ولو كان حرف بكلمة ، وتذكروا دائماً أن الله يأمركم برد الأمانات إلى أهلها وأنه لا إيمان لمن لا أمانة له .