أحمد قنديل يكتب ”الصَّدَاقَة كَنْزٌ لَا يَفْنَى”
مما لاشك فيه أن كل شخص منا لديه صديق مقرب إليه ، يحكى له ما يخفيه عن الآخرين ، وعلى الجانب الآخر لابد أن يكون الصديق على قدر المسؤلية ، وأحياناً يكون الصديق كالاخ ، فرب أخ لم تلده أمك ، والعلاقات الإجتماعية والأسرية والعائلية ، وأيضاً علاقات الصداقة ، مبنية على المحبة والإحترام والتقديرالمتبادل ،
ونستطيع أن نقول أنن تلك العلاقات هى من أرقي وأنبل العلاقات الإنسانية التي تتقارب فيها القلوب ، والأرواح، ويتبادل فيها الأصدقاء العهود على الوفاء والإخلاص
وفي بعض الأحيان تصل هذه العلاقات لدرجة الإخوة ، وتغمرها المحبة ، والإخلاص ، والإيثار وعدم حب النفس حين ذلك يتمنى فيها كل صديق الخير والصلاح للآخر
ولنا في صداقة رسولنا الكريم محمداً "صل الله عليه وسلم "
وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه الإسوة الحسنة ، وقد يبدأ بعضنا بتكوين الصداقات منذ الطفولة
ثم نكبر ، وتكبر معنا تلك الصداقات ، حتى أن بعض هذه الصداقات تستمر منذ الطفولة ، وحتى الموت ، ولا تتغير فيها القلوب ولا تتبدل لأى سبب من الأسباب ، أو ظرف من الظروف ، أو غرض دنياوي زائل
فالصديق يحفظ غيبة صديقه ، ويدافع عنه في وجوده وغيابه ، ويقدم له المشورى ، والنصح متى طلب منه ذلك ويعينه على فعل الخير ، والصلاح ، ويرشده إلى الطريق الصحيح، ويمسك بيده عندما يفلتها جميع من حوله ، لذلك فإن الصداقة فيها الكثير من معانى الحب ، والإجلال ، والتخلي عن حب الذات .
ومن هنا أقول ، الصداقة الأخوية لا تكن بالكلمات، ولا تحتويها العبارات الرنانه التي تخرج من الأفواه فقط ، ولا دخل للقلب فيها ، فمن كان يملك صديقا وفياً فكانما إمتلك كنزا لايفنى
فالأصدقاء هم القناديل المضيئة لنا في الليالي المعتمة، وهم الأقمار التي تزين سماءنا ، فالصديق يفرح لفرح صديقه ، ويحزن لحزنه ، وهذا كله يعود إلى مدى شدة الوفاء ، والولاء بين الأصدقاء ، لذلك فإن الصداقة المخلصة نعمة من الله تعالى، يجب أن نحافظ عليها ، ونصونها . فالحياة بدون الأصدقاء ، كطفل يتيم الأبوين ، فاقد الأهل
ويكفي أن تكون صداقة حقيقة ليس فيها أي مصلحة، ولا يرجى من خلالها تحقيق أي أهداف، لأن الصداقة التي تبنى على المصلحة ، والمنفعة هي صداقة زائلة ليس لها استمرارية.
والمحافظة على الصداقة من الأمور الواجبة، ومن حق الصديق على صديقه أن يحفظ صداقته ويصونها، ويصون أسراره ، ولا يسمح لأحد أن يفسد هذه العلاقة
وأن لايسمح أيضاً لأى شخص أن يفسد هذه العلاقة خاصة أنّ الصداقات الطيبة يقابلها الحسد ، والحقد من أشخاص كثيرين، وكثيرا ما نجد أن الصداقات تبدأ بين شخصين ثم تمتد إلى أسرة هذين الشخصين، فيصبح الصديق وكأنه جزء من العائلة ، وأحياناً يحدث بينهما مصاهرة
كما يجب على كل شخص أن يحسن اختيار أصدقائه، وأن يختار من هم على شاكلته، ولا ينخدع بالمظاهر الجميلة الكاذبة ، والأحاديث والكلمات الناعمة المعسول ، ويختار الصديق الذي يقربه من الله تعالى ، ويتجنب الأشخاص الذين لا يصونون الصداقة ، ولا يحترمونها، وفي الوقت نفسه يجب على الصديق أن يحترم ضوابط ، وحدود الصداقة، وألّا يتدخل في خصوصيات صديقه ، وأن لا يغتابه بشئ كبر أو صغر ، ويكون له العون ، والسند في كل شدة وضيق ،
.ووجود الصداقة الوفية تجعل الإنسان يشعر بالأمان ، والطمأنينة ، والثقة فى حياته ، كما أن الإنسان قد يصادف في حياته أشخاصا يمرون عليه مر الكرام ، ولا يلقي لهم بالا ، ولايشعر بوجودهم برغم قرب المسافة بينه وبينهم ،
وقد يقابل أشخاصاً عن طريق الصدفة ، ولا يمكث معهم
إلا دقائق معدودة ، وتستمر صداقتهم حتى نهاية العمر
فمن له صديقا وفياً فى كل مكان ، كأنما له بيتا فى كل مكان ، يلجأ إليه متى شاء ،
وقد يكتسب من أصدقائه مهارات عديدة ، وأهمية الصداقة تنبع من وجودها ، فالشخص الذي يملك أصدقاء اوفياء هو شخص محظوظ للغاية ، فالأصدقاء رزق وكنز ثمين لا يقدر بثمن ،ولكن لابد وأن نعي أن الأصدقاء لا يكونوا بكثرتهم أو عددهم وإنما بنوعيتهم ، فصديق واحد أو اثنين أوفياء مخلصين افضل من مئات الأصدقاء ، والصديق الوفي يظهر فى وقت الضيق والشدة
وأخيراً
"القلوب النقية التي يملكها الأصدقاء لا تشتريها النقود بل هي هبة من الله "