إن لم من يكن لك مال فلتكن الأمانة رأس مالك.
الأمانة ليست كلمة عابرة مكونة من سبعة أحرف إنما الأمانة هي طاعة لله في السر والعلن.
فكلمة الأمانة تتسم بالشمولية الكاملة من حيث خصائصها فالأمانه تكون فى الخلق وكذلك الكلام وأيضاً فى اللسان وتكمن خطورتها بين طيات كافة التعاملات بين الناس بعضهم البعض
ولهذا السبب فالقلم يعجز عن أداء حقها كاملاً، وإنما يستطيع القلم أن يقتبس من معانيها أموراً كثيرة لا تعدولا تحصى.
فعندما نتحدث عن الأمانة فهذا الأمر يعنى أننا نتحدث عن الحياة بأكملها.
ولنا شاهد من القول فى قول الله تعالى :
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا.
عزيزى القارئ هل فهمت الآن ما تدل الدلائل الحقيقية للأمانة ؟
والأمانة أكبر و أوسع من أن تكون مجرد كلمة محصورة في معنى واحد
وإذا كنت أتطرق فى مقالى هذا للحديث عن معنى الأمانة فلابد لى أن أوضح المعنى الحقيقي لمضاد الأمانة ألا وهي الخيانة
فإذا إئتمنك شخص على مال أن ترده إليه وإلا تفعل فهي الخيانة
وإذا أئتمنك على سر ألا تفشيه وإلافعلت وتم إفشاء سره فهي الخيانة..
ولنا فى هذا السياق إسوة فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا إئتمن خان.
فأن تعطى كل ذي حق حقه فهذا من الأمانة
وكذلك وضع الرجل المناسب في المكان المناسب
أيضاً إذا أخذَنا الحديث عن مكارم الأخلاق والتى تشمل الإخلاص والصدق والبر والعفة وحفظ السر وحفظ الوديعة فنحن فى سياق عظيم للحديث عن الأمانة.
فالأمانة عزيزى القارئ هي مكارم الأخلاق.
أن مادعانى للحديث عن الأمانة هو ماآلت إليه أوضاع بعض الناس هذه الأيام حيث كثرت الفتن وفسدت الأخلاق نتيجة الإنفتاح والتضخم المتردى للمواقع الإلكترونية ...مم أدى إلى تفاقم الأثار الجانبية الغير مرغوب فيها من ضعف الوازع الديني في بعض النفوس.
فحفظ الأمانه فيه طاعة لله وحفظ لك من الوقوع في الفتن والمعاصى
فالذي يقدم الطاعة يقدمها لنفسه، والذي يفعل المعصية إنما يجني بذلك على نفسه.
قال الله تعالى: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا