أنباء اليوم
السبت 18 يناير 2025 12:18 مـ 19 رجب 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

الوضع السوري ومخاوف المستقبل

بقلم - محمد فاروق
لحظات فارقة للشعب السوري بالداخل والخارج بعد سقوط النظام الذي جثم على صدر الشعب السوري لسنوات طوال استطاع خلالها أن يقسم الشعب السوري الى شيعة – أقلية - تسيطر على حكم البلاد وعلى المناصب العليا وعلى كل أركان الدولة وتنهب كل خيرات البلاد، وسُنَّة – أكثرية - ولكنهم مقهورين مظلومين منبوذين مهمشين ، نالت الأكثرية حريتها بعد سنوات من الظلام الدامس الذي سيطر على حياة أهل سوريا ولكن فى سبيل الحرية كانت التضحيات عظيمة كعِظم النتيجة فملايين من الشعب السوري قد تم تشريدهم في دول عديدة ذاقوا فيها الأمرين لعل الاستثناء الوحيد كان في جوار أهلهم فى مصر. وكذا ملايين المقتولين وملايين المسجونين لذا كانت الفرحة طاغية وكانت الاحتفالات صاخبة.
أما بعد فماذا ينتظر سوريا ؟ ؟ ؟
توجد مجموعة كبيرة من الفخاخ والمكائد تنتظر الشعب السوري وقيادته الجديدة أود ان ألخصها فيما يلي:-
الموقف الروسي . . حيث كانت روسيا بمثابه المستعمر لسوريا خلال حكم بشار فالبلاد مفتوحة بالكامل وعلى مصرعيها لما يريده الروس وذلك لمدة عشرات السنين فهل يخرج الروس من سوريا بخطى حنين دون إثارة المشكلات ، رغم صعوبة هذا التوقع إلا أنه من الوارد ، ولكن اذا حدث ذلك ربما ستكون صفقة بين الدولتين العظميين فتترك روسيا المجال السوري لتملئه أمريكا مقابل رفع يد أمريكا عن دعم أوكرانيا خاصة مع وجود إدارة أمريكية جديدة لها أهداف مختلفة عن الإدارة السابقة.
أما الأطماع التركية في شمال شرق سوريا – أماكن تواجد الأكراد - فلا يخفى على أحد . . بحجة تأمين الجنوب التركي من اعتداءات الأكراد ،فهل تتوسع تركيا لتملأ هذا الجزء الكردي شمال سوريا أم يقوم الأكراد بالانفصال بهذا الجزء عن سوريا بدعم كامل ومباشر من أمريكا.
ومن الصعب بمكان ان نغفل عن دور الدولة العميقة في الداخل السوري وهل ستقوم بإثارة الفتن والمشكلات لعمل فوضى داخل الدولة السورية الجديدة أم تنصهر بين جموع الشعب السوري.
عودة النازحين إلى الداخل السوري والتي تمثل عدة ملايين من الشعب السوري وما لها من ثقل وتواجد مؤثر في المعادلة السياسية ومدى التوازنات والملائمات التي يمكن ان تكون تهديد صريح لأي جهة سياسية تتعارض مع أفكارهم ومتطلباتهم.
موقف أصحاب النصر وقادة الثورة هل يسيطر عليهم حلم السلطة والحكم أم سيقومون بتقديم نموذج معتدل في تبني الأفكار الديمقراطية وتداول السلطة بين المدنيين في انتخابات حرة نزيهة يختار فيها الشعب السوري من يقوده فيها في تلك المرحلة العصيبة.
الوضع العرقي والمذهبي لأهل سوريا وهو شديد التعقد والتشابك حيث يحوي بين طياته العديد من المذاهب والأعراق والطوائف فهل تؤثر هذه الاختلافات على وحدة الشعب السوري وتنزلق به في آتون الصراعات المذهبية والعرقية والطائفية؟
أخيرا وهذا ما آمله وأتمناه للشعب العربي السوري أن يتحد الجميع وتذوب الخلافات وتختفي المصالح الخاصة في سبيل إعلاء وحدة وتقدم الوطن والبعد به في هذه الفترة العصيبة عن كل ما يدفعه نحو السقوط والانهيار في براثن الحزبية والطائفية البغيضة. اللهم كن لأهل سوريا ناصراً ومعيناً