صِـلَةُ الرَّحِـمِ فِي سُـقُوطٍ مُتَّصِـلٍ .. وَالتَّجَـاهُلُ يَنْتَصِـرُ
بدايةً حينما يأخذنا الحديث عن صلة الرحم فأول ما يطرأ فى بالنا هو علاقة الآباء والأبناء
ولكن حقيقة الأمر أن صلة الرحم لاتقف عند هذا الحد وإنما هى إمتداد قائم لكيان أسرى متكامل يشمل جميع أفراد العائلة سواء خالات أوعمات وخيلان وأعمام وجدود وما أشبه من ذلك أيضاً فكل ما يصله بك دم فهو من أقاربك
والسؤال المحير إذا أردنا عمل إحصائية الهدف منها معرفة كم فرد من أفراد الأجيال الجديدة أو حتى التى تسبقها يعرف شيئا عن شجرة العائلة.....؟!
تلك الشجرة التي كان يعتز بها قديما أجيال الخمسينات وماقبلها والستينات ومابعدها إلى وقتنا هذا الذي ضاعت فيه الشجرة وسقطت الورقة مابين أجيال متخبطة لا تعلم عن صلة الرحم شيئاً على الإطلاق ونحن جميعاً نلمس هذا الوضع المتردى وبمرارة.
فالبعد الدينى أدى إلى إرتفاع نسبة التفريط فى القيم والمبادئ التي أمرنا الله بها وبدرجة كبيرة
قال تعالى فى سورة النساء :
أَيُّهَا النَّاسُ أتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
ففى هذه الآيات القرآنية الكريمة عظيم الأثر وجُلّ الشاهد من القول
فأنت لا تدرى مدى السرور والبهجة
الذى تدخلوهما على أرحامكم بزيارتهم أو حتى بالسؤال عليهم بمجرد مكالمة هاتفية لاتكلفك شىء بل أنتم تكونوا بها قد صعدتم إلى الدرجات العلى واجتياز عظيم الأجر.
فلا تذهب إلى أقاربك وانت عابث وتشعرهم بأن هذه الزيارة ماهى إلا واجب تريده أن ينقضى بسرعة وتنتهى منه للتفرغ للجلوس على مواقع التواصل الإجتماعي وكذلك السعى وراء أصدقاء السوء للتمتع معهم بتلك الألعاب الإلكترونية التي ماهى إلا مضيعة للوقت وسرقة للجهد وأحياناً المال
ولنا فى كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث قال:
عبدالله بن سلَام رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيُّها النَّاس، أفشُوا السَّلام، وأطعِموا الطَّعام، وصِلوا الأرحامَ، وصَلُّوا باللَّيل والنَّاسُ نيام، تدخلوا الجنَّةَ بسَلام.
من هنا يتضح أن من وصل رحمه رَحِمَهُ الله رحمة واسعة
فلا تجعلوا أعمالكم حسرات عليكم
بأن تكون صِلة أرحامكم فى سقوط متصل والتجاهل ينتصر عليكم لاتتجاهلوا أقاربكم إقتربوا منهم واجعل ا الود والاحترام والتقدير واصل بينكم
ولنتبع قول الله سبحانه تعالى:
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ• أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ.