الأسرة ودورها في بناء الطفل قبل مرحلة الولادة
بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله الذى خلق الزواج بسنة شريفة، وجعل من هذا الزواج أبناء بطريقة مشروعة، وشرع في شريعته حقوق للابناء ونصلي ونسلم علي الذى جاء ليكمل مكارم الاخلاق وبعد :
سوف اتحدث معكم عن موضوع بعنوان : (الأسرة ودورها في بناء الفرد قبل مرحلة الولادة ) إن هذا الموضوع يتسع لصفحات كثيرة شرحاً وأسباباً ولكن سوف اكتفي بكَمٍ موجز حتي لا يمل القارئ وهذا من خلال المراحل التالية .
المرحلة الأولى : إختيار أحد الزوجين .
إن بناء الطفل يأتي أولاً من خلال اختيار الزوجين بصورة سليمة كما قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) وقال تعالى في سورة نوح (رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً ) وقد شرع الله كيفية اخيتار الزوج والزوجة ، فأما إختيار الزوج ، قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) وأما إختيار الزوجة : قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك )
المرحلة الثانية : الدعاء قبل مرحلة الجماع بين الزوجين .
ثاني خطوة من بناء فكر الأبناء وهو تحصين الإبن من وساوس الشيطان التي تصيب فكر الإنسان بالضلال والفساد ، جاء في البخاري وغيره عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال( اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه) فهذا الدعاء سبب من أسباب تحصين الإبن من الشيطان الرجيم الذى يوسوس في صدور الناس بالفحشاء والمنكر
المرحلة الثالثة : مرحلة الحمل.
ينصح العلماء والباحثون والأطباء الأمهات الحوامل أن يتواصلن مع الجنين بداخل رحمهن لاعتقادهم بأنه يتفاعل ويسمع ويتجاوب مع الأصوات والموسيقى ويشير البروفيسور في جامعة كوينز (ساميول جود): أنه وبرغم انقسام الآراء حول استطاعة الجنين الإستماع، إلا أن قدرة الطفل على تمييز صوت الأم قبل الأب يعد اكبر دليل بأن الجنين يستطيع تمييز الأصوات وهو ما يزال في الرحم. وأعد جود دراسة علمية خاصة حول تأثر الجنين بالبيئة المحيطة به ويبن وأكدت النتائج أن الجنين يشعر وهو في رحم أمه بكل ما يدور حوله في العالم الخارجي فيمر خلال التسعة اشهر بمئات التجارب يتعلم خلالها الأصوات ومذاق الأطعمة والأحاسيس وملمس الأشياء. كما يتأثر الجنين بالتغيرات المزاجية التي تمر بها الأم خلال فترة الحمل وخصوصاً أن هذه التغيرات المزاجية تصاحبها تغييرات كيميائية في جسم الأم، كما يستطيع الطفل داخل الرحم أن يشعر إذا كانت الام حزينة أم غاضبة من خلال سرعة ضربات القلب وسرعة التنفس، أما إذا كانت الأم سيعدة فيتأثر الجنين بسبب افراز هرمون الأندروفين المعروف بهرمون السعادة في جسد الطفل ليشعر هو الآخر بالرضا، لذلك من الضروري أن تحاط الأم ببيئة خارجية مريحة وهادئة بعيدة عن المشاكل والضغوطات أثناء فترة الحمل ، وتبدأ حاسة السمع لدى الجنين بالعمل، بحسب جود، منذ الأسبوع السادس عشر من الحمل، حيث يبدأ الجنين بالإستماع إلى الأصوات من حوله مثل؛ تدفق الدم في أوردة الأم وصوت حركة الجهاز الهضمي وصوت دخول الهواء إلى الرئتين. وتشير الدراسات إلى أن أفضل الاصوات لدى الجنين هو صوت ضربات قلب الام، ويقول جود: يطمئن الجنين حين يستمع الى ضربات قلب الأم، الأمر الذي يجعله يهدأ، وهذا هو سبب وضع الأطباء الجنين على صدر أمه فور ولادته ليشعر بضربات قلبها فيهدأ. وبعد مرور ستة أشهر من الحمل يبدأ الطفل بالتقاط وسماع الأصوات خارج الرحم وتبدأ الأم باستشعار حركة الجنين داخلها وخصوصاً عندما يستمع الى صوت الأم أو الأب وفي الثلث الاخير من الحمل يستطيع الجنين الاستماع جيدا لما يجري في العالم الخارجي. وينصح الخبراء أن تتحدث الام وتغني لجنينها لأن ذلك يساعد الأم في طمئنةطفلها بعد أن يولد إذا ما استمع إلى نفس النغمات وصوت الغناء. وهذا أكبر دليل على أن الطفل كان يستمع الى تلك الاصوات. على الجانب الآخر بعض الأطباء لا يعتقدون بأن الطفل لا يستوعب الكلام وهو داخل الرحم ويعلل الطبيب ديفيد بيوك بأن الطفل لا يبدأ باستيعاب ما يجري حوله إلا بعد الشهر الثاني من ولادته فكيف إذا كان داخل رحم الأم غير أنهم يؤيدون ضرورة ان تسمع الأم جنينها الموسيقى وأن تتحدث معه لأن ذلك لا يضر ولكن كل تلك نظريات غير مثبتة علمياً. ويضيف جود لتسهيل عملية التحدث مع الجنين فيمكن للأم أو الأب تدليك البطن باستخدام الزيوت والكريمات والتحدث مع الجنين بصوت هادئ. وتشعركثير من الأمهات بالسخافة للقيام بذلك ولكن سرعان ما يستجيب الطفل لهذا الصوت فيبدأ بالإستجابة فتشعر بأنها تتحدث اليه بالفعل. إذا تم الضغط على البطن برفق ستشعر الام أن الجنين يضغط بالاتجاه المعاكس، وفي آخر شهر من الحمل تبدأ الام بالشعور بكتف الطفل أو كعب قدمه. ويشير جود إلى أن الموسيقى تساعد الجنين على بناء مهاراته اللغوية حيث يبذل الطفل مجهودا في التعرف الى الاصوات وهو داخل الرحم ليميز في النهاية صوت الأب والأم وبعد أن يولد يهتم الطفل ويتذكر صوت الام فيطمئن لها ما أن تحمله بين ذراعيها. كما يتمكن الطفل في هذا الشهر من الحمل بالتقاط الاشياء من حوله كالحبل السري وأطرافه، ويستطيع الطفل تذوق الطعام وهو في الرحم بالرغم من أنه لا يأكل إلا أن هذه الحاسة تنمو بعد ستة اشهر من الحمل فيستطيع التمييز بين الطعم الحلو والطعم المالح، بسبب تأثر السائل المحيط بالجنين بما تتناوله الأم من طعام
. وفي ضوء ما سبق يتضح :
1_ لابد أن تستمع الأم دائماً للقرآن الكريم وأن تسمع دائماً الألفاظ الحسنة.
2_ ابتعاد الأم عن أماكن التدخين وعدم تعاطي الام الدخان والخمر والعقاقير وغير ذلك من الاشياء المضره لها و لولدها تلك بعض النقاط العامة التي رغب الكاتب في طرحها لعلها تكون نواة في صرح أعظم وهو بناء أسرة سوية أخلاقياً.
3_ أن تكون الأم دائماً ذو نفسية هادئه ولابد أن تبتعد عن ما يغضبها ويحزنها ويخوفها حتى لا يتضر الطفل بسبب الحالة النفسية السيئة التي تعيشها الأم .
4_ لابد أن تحافظ الحامل نفسها على غذائها فيوجد قاعدة تقول الأم القوية لا تنجب إلا أطفال أقوياء .
وأكتفي بهذا الكم حتي لا أطيل علي حضراتكم .