كلنا . . . منى ذكي
ظهرت علينا الفنانة منى ذكي فى بدايتها الفنية كوجه جديد يتميز بالبراءة والهدوء والطيبة وتم اختيار أدوار البنت البريئة الطيبة لكى تتفق مع صفاتها الشكلية فجذبت قلوب المشاهدين والمتابعين.
مرت سنين طويلة حافظت فيها الفنانة منى ذكي على حب واحترام الجماهير لشخصيتها التى نسجها المنتجون والمخرجون عبر شخصيات كثيرة قامت بتجسيدها عبر عشرات الأدوار، إلى أن ظهرت هذه الممثلة المحبوبة فى دور جرئ فى فيلم " شهرزاد " والذي خالف ما اعتاده محبيها ومتابعيها ، وأكد البعض أن هذه ربما تكون سقطة أو خطأ عارض وستعود إلى أدوارها البريئة التى أعتادت تجسيدها ، وهذا ما حدث بالفعل فطيلة السنوات السابقة عادت النجمة منى ذكي إلى تقديم الأدوار الفنية التى عرفها وأحبها جمهورها من خلالها.
فى الآونة الآخيرة تم عرض فيلم جديد للفنانة منى ذكى إلا أن دورها فى هذا الفيلم قد أصاب محبيها ومتابعيها بالصدمة حيث ظهرت فى هذا العمل نقيض ما سبق وقدمت من أعمال فنية خلال تاريخها الفنى الممتد لسنوات طويلة فلم تقدم دور الفتاة البريئة الطيبة وإنما قامت بتجسيد دور سيدة ماجنة وقد أثار هذا العمل ردود فعل وانتقادات لاذعة ليس لدور الفنانة منى ذكي وحدها بل لقصة الفيلم ومعظم أدوار أبطاله.
مقالتى اليوم ليست بهدف نقد فنى أو أخلاقي أو أدبي للفيلم ولكنها نظرة ربما تكون مختلفة بعض الشيئ .
أكد الغالبية العظمى من الجماهير المصرية والعربية على عدم واقعية هذا الفيلم وبعده عن قيم وأخلاق منطقتنا العربية بالكامل وأن هذا الشذوذ وهذا التدنى فى المعاملات لا يحدث في واقعنا حيث الفضيلة والأخلاق تحميان مجتماعتنا العربية من أى شذوذ أو إنحراف . . . وأعتذر – وقلبى ينزف دماً – فواقعنا يعكس غير ذلك ، فقد شاهد هذه اللقطات التى وصفوها بالشاذة – وهى كذلك- ملايين من المشاهدين والمتابعين ، نعم قدم الفيلم قصة غير أخلاقية ولكن حرص الملايين على مشاهدتها ، بل تم تصنيف منطقتنا العربية على أنها أكثر المناطق فى العالم بحثاً ومشاهدة للأفلام الإباحية .
بالطبع لا أدافع عن هذا الفيلم ولا عن بطلته ولكنى أرفع صوتي لكل من سارع ليشاهد هذا الفيلم وأقول له يجب علينا محاسبة أنفسنا أولاً وأن نلتزم نحن أولاً بالتقاليد والأخلاق والأعراف والقيم الدينية حيث أن كل شخص سيحاسب عما يفعل وليس عما يفعله الآخرون ، نعم النصيحة مطلوبة فلنتناصح جميعاً فيما بيننا ولكن إذا حاسبت فليست منى ذكي وحدها المخطئة ولكننا جميعاً مخطئون . . . فكلنا منى ذكي.