القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف :الأشهر الحرم رسالة سلام للعالم أجمع
قام أعضاء القافلة الدعوية المشتركة لعلماء الأزهر والأوقاف بأداء خطبة الجمعة اليوم 4 / 2 / 2022م إلى مدينة "الأمل الجديدة" محافظة القاهرة حول موضوع: "الأشهر الحرم رسالة سلام للإنسانية" .
فمن على منبر مسجد الفاروق عمر أكد د/ محمد أحمد حامد عبد الصمد - مدير مكتبة السيدة زينب (رضى الله عنها) – أنه من فضل الله تعالى على عباده أن اصطفى لهم مواسم خير وبركة؛ يضاعِف فيها الحسنات، ويتجاوز فيها عن السيئات، حيث يقول الحق سبحانه: "وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ" ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ لِرَبِّكُمْ (عزَّ وجلَّ) فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا".
ومن على منبر مسجد الشهيد حمزة أوضح د/ حازم حسن عبد البصير محمد - مدرس العقيدة بكلية أصول الدين بالقاهرة – أن من هذه المواسم الإيمانية الأشهر الحرم، وقد أشار الله (عز وجل) إليها إجمالًا في قوله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ"، وبيَّنَها نبينا (صلى الله عليه وسلم) تفصيلًا في خطبة الوداع، حين قال: "أَلا إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ".
ومن على منبر مسجد عباد الله الذاكرين أشار الشيخ/ عمر أحمد يوسف مدني - عضو بمكتب رئيس الإدارة المركزية للرقابة والتفتيش إلى أن الأشهر الحرم لها حرمة ومكانة وقداسة عند الله (عز وجل)، فقد سُمِّيت حُرُمًا لعظم حرمتها؛ لذلك جاءت الشريعة بتحريم القتال فيها وانتهاك الحرمات أشد تحريم، حيث يقول الحق سبحانه: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ".
ومن على منبر مسجد فتح الإسلام أكد الشيخ/ أحمد رمضان حسين رمضان - واعظ بمنطقة وعظ القاهرة – أن الأشهر الحرم تحمل رسالة سلام للإنسانية كلها أن الإسلام دين السلام، والسلام اسم من أسماء الله تعالى، حيث يقول الحق سبحانه : "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ"، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) هو نبي الرحمة والسلام، حيث يقول تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"، وكان من دعاء نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) عقب كل صلاة: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ يا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ".
ومن على منبر مسجد أحباء الشعراوي أكد الشيخ/ أحمد يونس أحمد عبد الغني - إمام وخطيب (إدارة شرق مدينة نصر) - أن الإسلام ليس متشوقًا للقتال ولا لسفك الدماء، بل إنه يكفُّ عنها ما وجد إلى ذلك سبيلًا، ويجنح للسلم ويؤكد عليه، حيث يقول الحق سبحانه: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا".
ومن على منبر مسجد الصلاح أكد الشيخ/ أبو حامد عبد الحميد أبو حامد - واعظ بمنطقة وعظ القاهرة - أن رسالة الإسلام رسالة سلام ووئام ، وغايتها سعادة البشرية جمعاء، يقول سبحانه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أتقاكم إن الله عليم خبير".
ومن على منبر مسجد العرايشية أكد الشيخ/ حسن محمد عبد المعبود - إمام وخطيب (إدارة شرق مدينة نصر) – أن تعظيم الأشهر الحرم يقتضي الكف عن كل ألوان الإرهاب والتطرف وسفك دماء الآمنين وترويعهم ، كما يقتضي الإقبال على الله(عز وجل) بكثرة الطاعات ، فعلينا أن نعمِّر هذه الأشهر والأيام بالاجتهاد في العبادة، وتزكية الأنفس بالطاعات والقربات؛ حيث يقول الحق سبحانه: "وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الحرُم وَاترُكْ، صُمْ مِنَ الحرُمِ وَاتْرُكُ".
ومن على منبر مسجد أنس بن مالك أوضح الشيخ/ إبراهيم جمال أحمد إسماعيل - واعظ بمنطقة وعظ الجيزة – أن من الأشهر الحرم شهر رجب، وقد سُمِّي رجبًا من الترجيب أي: التعظيم، وقد كان العرب يسمونه بالأصم؛ لأنهم لا يسمعون فيه صوت الحرب، وهو شهر حمل معجزة الإسراء والمعراج لنبينا (صلى الله عليه وسلم)، وهو مفتاح أشهر الخير والبركة، يقول أبو بكر الوراق البلخي (رحمه الله): "شهر رجب شهر للزرع؛ وشعبان شهر السقي للزرع؛ ورمضان شهر حصاد الزرع".
ومن على منبر مسجد الهدى أوضح الشيخ/ محمد مصطفى عبد الفضيل سالم - إمام وخطيب (إدارة شرق مدينة نصر) - أنه ما أجمل أن نغتنم الأشهر الحرم في طاعة الله (عز وجل) بعمارة الأرض ، وإتقان العمل، وكثرة الخيرات ، وإطعام الطعام ، وإشاعة روح التكافل والتراحم.
ومن على منبر مسجد نور الإسلام بين الشيخ/ محمود إبراهيم السيد قابيل - واعظ بمنطقة وعظ الغربية - أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أكد هذا المعنى فقال : "أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ (عزَّ وجلَّ) سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا المَسْجِدِ - يَعْنِي: مَسْجِدَ المَدِينَةِ - شَهْرًا، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَه أَمْضَاهُ؛ مَلَأَ اللهُ قَلْبَهُ يَوْمَ القِيَامَةِِ رِضًا، وَمَن مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَقضِيَها لَهُ؛ ثبَّتَ اللهُ قَدمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ".