وليد عبد الجليل يكتب - قسوة الصورة
هي ذكرى ناطقة لأجمل لحظات مرت ولم تنقض وحُفرت بداخلنا و لم ننسها.
تلك الصورة ما أقساها ذهب أصحابها و بهتت ألوانها ولم تستطع الثبات أمام عوامل الزمن و لكنها مازالت تمتلك القوة للسيطرة على أعماقنا و إثارة ذكرياتنا و أحلامنا و أحزاننا.
هي صورة خسرت كل المعارك التي خاضتها و لم تنتصر إلا في بداخلنا.
رحل سكانها وبقيت كأطلال بيت انطفأت أنواره وتهدمت جدرانه وتشتت أهله ولم يبق منه إلا ذكريات تثور في قلوب من بقي.
هي أطياف الراحلين الذين انكسرنا برحيلهم هي أشباح الذين خذلونا واستهلكونا.
هي دمعة الحزن والحنين التي تهزمنا لذكرى من عز علينا فراقهم وافتقدناهم و هي الابتسامة الباهتة على تلك الشفاه الحزينة لرؤية من فقدونا .
هي تلك التي لونت بالحزن ملامحنا و أدمت قلوبنا و أعادت لنا ذكرى تلك الأيام و أصحابها.
هي ذكرى من ماتوا و غادروا الدنيا و ذكرى من ماتوا في قلوبنا و هم على ظهر الأرض أحياء.
فاللهم ارحم سكانها أمواتهم و أحياءهم و برداً وسلاماً على من تألموا بمرآها.