التكنولوجيا وضحايا الصور والأفلام الإباحية المفبركة

التكنولوجيا هذا المصطلح في الآونة الاخيرة ظهر وانتشر بكثرة انتشاراً غير عادي وعلى نطاق واسع أيضا ، وأصبح يشغل حيز كبير جداً من حياتنا اليومية بشكل غير طبيعي وأصبحنا غير قادرين على السيطرة عليه وأصبح يزداد بشكل مفرط يوم بعد يوم ، أي أنه خرج عن السيطرة تماما، تلك التكنولوجيا التي لها الكثير من الآثار في جميع مجالات الحياة بداية من المنزل وحتى ما لا يمكن أن يخطر في بال أي إنسان .

فأصبحت التكنولوجيا سلاح قوي ذو حدين وذلك نظرا لحجم هذه التحسينات التي أحدثتها التكنولوجيا في العالم أجمع ، فلقد أصبح من السهل تجاهل الآثار السلبية التي يمكن أن تحدثها التكنولوجيا على حياتنا وعلى كل ما نملك وكل من نعرف ، وذلك من دون أن نشعر به مع ذلك هناك العديد من المشاكل التي خلقتها التكنولوجيا والتي يجب الاعتراف بها أيضا بشكل صريح ، والذي من المحتمل أيضا أن تكون هذه المشاكل قد لحقت بنا بشكل كبير ، فهناك قضيتان رئيسيتان مع نمو التكنولوجيا بالشكل الذي يحدث في عصرنا هذا وفي المستقبل هما توزيعها غير المتكافئ بين الفئات الاجتماعية والاقتصادية وتأثيرها السلبي على الصحة العقلية والنفسية وصورة الإنسان بشكل عام أمام المجتمع .

والمقصد من ان التكنولوجيا سلاح ذو حدين أي أنها بها الأشياء النافعة التي سوف تعود علينا بالفائدة الكبيرة ، إذا حسُن استخدام التكنولوجيا ولكن في الوقت نفسه فهي أيضا بها الكثير من المساوئ والمشاكل التي في بعض الأوقات ، لا يمكن السيطرة عليها، ومن دون علم او شعور من انفسنا يمكن أن تؤدي بحياتنا إلى الهلاك .

ومن أهم أسباب الأضرار اللتي تعود علينا من التكنولوجيا وهي برامج الفوتوشوب والمونتاج التي يُساء استخدامها واستغلالها من قبل الكثير من المستخدمين في صناعه الصور والافلام الاباحية المفبركة لإبتزاز بعض الأهداف من ربات المنازل وطالبات الجامعات وأصحاب الشركات ورجال الأعمال وغيرهم الكثير .. وذالك بإعداد صور أو فديوهات ابحاحيه لاستغلال الضحيه في تيسير بعض الأعمال أو في سبيل الحصول علي مبالغ ماليه مقابل حذف هذه المشاهد اللتي لا صحة لها من الاساس والنتيجه إما استسلام الضحيه لتلبيه رغبات مفبرك المحتوي الجنسي او الرفض وبالتالي يتم نشر المحتوي الجنسي علي كل مواقع السوشيال ميديا والنتيجه الوخيمه انتحار الضحيه هروبنا من الفضيحه التي لم يكن له ذنب فيها سوي أنه كان ضحيه قراصنه الانترنت

فهيا بنا نتعرف سوياً علي بعض ضحايا الابتزاز الجنسي المفبرك ..

في عام ٢٠١٨ كانت هناك فتاه في جامعة من الجامعات الأسترالية تُدعي " نويل مارتن " كانت في الثامنة عشر من عمرها في ذاك الوقت ، تم تكليفها هي وزملائها من قِبل الجامعة لعمل بحث شامل عن شبكات الإنترنت ومدي تطورها وتأثيرها علي المجتمع فأرادت تلك الفتاه أن تعرف هل لها صور علي الانترنت علي اي موقع او لا ، فقامت برفع صورة لها علي موقع " Google " بإستخدام خاصيه استكشاف الصور المماثله ، وكانت النتيجه صدمه كبيره لها مما وجدت ،

فقد رأت لها ألاف الصور علي المواقع الاباحيه ولم يكن لتلك الفتاه وقتها اي صوره رسميه تم نشرها علي السوشيال ميديا وبعد البحث كانت النتيجه أن أحد قراصنة الإنترنت قام بإلتقات لها صور كثيره أثناء تجولها وخلوجها للجامعه وأخذ ملامح وجهها وقام بتركيبها علي صور إباحية ولم يكتفي بذالك ، وايضا فبرك لها فديوهات جنسيه .

والفتره الماضيه خاصة في مصر إنتشرت حوادث كثيره وصور وافلام إباحية لبعض البنات كنوع من الابتزاز الجنسي

والموضوع أصبح له خطوره كبيره جدا وما كنا نخشاه أصبح يحدث الان وبكثره .

طبعا كلنا سمعنا عن تكنولوجيا جديده اسمها " ديب فيك "

واللي هي عباره عن برنامج بيتم من خلاله تركيب صور وش الضحايا المستهدفة علي صور عريانه ، لكن اللي حضراتكم ممكن تكونوا لسه متعرفوهوش أن في ناس طورت الخاصيه دي بشكل احترافي في صناعة المحتوي الجنسي المفبرك للحد الذي يجعلك تصدق ما تراه كأنه حقيقي ١٠٠٪ .

طبعا من خلال ما قرأته الان يجب عليك عدم التسرع والحكم علي الضحيه بأنها فعلت ذالك لان مستخدم تلك التكنولوجيا يجعلك لا تستطيع التفرقه بين الحقيقه والفبركه وإذا تسرعت ف الحكم النتيجه ستكون انتحار الضحيه واستمرار مستخدمين تلك التكنولوجيا في ابتزاز الفتيات .

وذلك مثلما حدث ما فتاة محافظة الغربيه اللي اكيد حضراتكم تابعتم قصتها التي كانت ضحيه لتلك التكنولوجيا والأشخاص المستخدمين لها فتسرع أهلها بالحكم عليها وأصدقائها والمعلمين حتي وصل الامر بها إلي الانتحار بابتلاع ما تُسمي " بأقرص الغله " وفارقت الحياه ذون ذنب .

فيجب علي كل أب وأم الرفق باولادهم قبل ما تحاسبوا أولادكم وتتسرعوا في الحكم عليهم ، حاسبوا اللي فبرك الصور والافلام لابتزاز اولادكم .

وهنا ممكن نسأل نفسنا سؤال مهم ..؟؟؟

كيف يتم فبركة الصور والافلام الاباحية لكي نحمي أنفسنا من الفبركة ؟

أولا : الحرص الشديد علي عدم إلتقاط الصور السلفي والصور القريبه اللتي تظهر ملامح الوجه .

ليه بنقول كده ؟. لان اي برنامج فوتوشوب أو ديب فيك علشان يقدر يفبرك الصور والفيديوهات بيحتاج صور عاليه الدقه وملامح وجه واضحه جدا علشان يقدر ياخد الملامح دي تتحط علي صور عريانه وكل ما كانت الصوره واضحه وثابته ونظر الشخص باتجاه عدسه الكاميرا كل ما زادت قدره البرامج علي الفبركه الاحترافيه في صناعه المحتوي الجنسي ولا تستطيع تفرقه الحقيقه عن الفبركه ، ومن اسهل الطرق لمستخدمي برامج الفبركه هي الصور السلفي .

ثانيا : الحرص الشديد علي عدم نشر صور ذات ملامح واضحه علي السوشيال ميديا والأفضل عدم نشر الصور الشخصيه .

هنا مش بمنعكم من تصوير نفسكم ، لا اتصوروا زي ما انتم عايزين لكن ابعتوا الصور لأشخاص بتثقوا فيهم جدا تجنبوا نشر الصور الشخصيه علي السوشيال ميديا .

ولو تطلب الأمر اضطريتم لأخذ صوره جماعيه الافضل استخدام نظرات شمس وعدم النظر بشكل مستقيم لعدسة الكاميرا ، هنا هيكون صعب جدا بل أشبه بالمستحيل فبركه صور لكم لان النظاره هتسبب عائق كبير ومشكله المفبرك .

هنا نقول سؤال مهم هو ازاي الشخص بيقدر يحرك وش الضحيه وتفاصيل وجهها مثل الفم والحواجب وتحريك الوجه باتجاهات وزوايا مختلفه ؟؟

هجاوبك بكل بساطه علي السؤال هنا تكمن فن اختيار الضحيه احيانا تكن صدفه في اختيار الضحيه أو عن قصد

طبعا هتقولي ازاي ...؟

هناك بعض الفتيات عندها عاده سيئه جدا وهي نشر كل تفاصيل حياتها علي السوشيال ميديا من معلومات ومناسبات وصور كثيره تم إلتقاطها من خلال زيارتها في الفُسح والخروجات والأماكن الرفاهيه والسياحيه وتكون تلك الفتاه ضحيه سهله جدا لقراصنه الانترنت لأنها توفر لهم صور كثيره بزوايا مختلفه ونظرات مختلفه وحركات وجه مختلفه وده بيسهل كتير علي مستخدم البرامج دي ، لانه ياخذ حركات وجهها من الصور المختلفه ويجمعها وبرامج الفبركه والفتوشوب بتجمع الحركات دي وتحولها لفديوهات اباحيه .

فهمت اللي بيحصل... ؟ طيب حذروا بناتكم واولادكم بقي .

طب هنفترض شخص مختل فبرك صور لبنت وبعت الصور دي ليها يبتزها المفروض حضرتَك أو حضرتِك تتصرفوا ازاي

ببساطه خالص هترفعوا سماعة التلفون وتتصلوا علي الارقام دي ، وتعمل بلاغ بتفاصيل الواقعه وهما هيجبوه مهما كان متخفي

( 0224065052 )

( 0224065051 )

( 108)

او قم بزيارة وحده تلقي البلاغات في المنطقه المركزيه في ميدان العباسيه في وحدة التنمية البشرية بالقاهرة .

والملاحظ من وقت تطوير تكنولوجيا الديب فيك أن التركيز بشكل أكبر يكن علي السيدات ، وفي إحصائيات صدرت سنه ٢٠١٩ كشفت أن ٩٦٪ من اللي اتعرضوا للابتزاز بصور وافلام جنسيه مفبركه كانوا من السيدات ، و ٤٪ من الرجال .

طيب ده ليه ؟ لان حتي في المجتمعات الغربية النوع ده من الفبركة بيأذي السيدات وبيكون اداه قويه جدا في ابتزازهم .

فمثلا في سنه ٢٠١٩ السلطات البريطانية لاحظت أن حالات الخوف ونوبات الهلع والتفكير في الانتحار زادت بشكل كبير بين السيدات ، ولما بدأو يدوروا علي السبب ، اكتشفوا أن أغلب الحالات المرضية دي اتعرضت لإبتزاز جنسي بصور وافلام اباحيه مفبركه وده في مجتمع غربي بعيد عننا ، إلا إن ده بيأذي اي سيده أو فتاه في العالم ، لان ده بيأثر بشكل سلبي علي نفسيتها وعلي علاقاتها بشكل عام مع كل اللي حواليها سواء أهل أو أقارب أو اصدقاء أو المجتمع بشكل عام.

والموضوع لم يتوقف إلي هذا الحد فقط من تركيب صور أو فديوهات ابحاحيه فقد وصل الامر الي مرحله كبيره من الخطوره.

فقد تم تطوير برامج علي الهواتف تقوم بتعرية الشخص من خلال الكاميرا بشكل مباشر ومن خلال دخول صور بملابس علي التطبيقات وتقوم بنزع الملابس عن الشخص..!!

طيب كيف يتم ذالك ؟ هقولك ..

دلوقتي نسبه كبيره من البنات والسيدات يتجولون في الطرق والشوارع والأسواق والاماكن العامة بملابس ضيقه جدا جدا تكاد تُظهر كل مفاتنها وبوضوح شديد وهنا اي اللي بيحصل ؟

تقوم هذه البرامج بأخذ مقاسات للجزء العلوي والسفلي عند البنت او السيده من خلال التجسيم لمفاتها بسبب الملابس الضيقه وتقوم تلك البرامج بشكل احترافي بالبحث عن اجزاء من صور عاريه نفس مقاسات مفاتن البنت المراد تعرية جسدها وبنفس لون البشرة ، وبالتالي تظهر الفتاه كأنها هي العاريه بشكل يجعلك تصدق انها هي فعلا عاريه وذالك يتم في ثوان معدوده .

طيب هل في حد اتعرض للنوع ده من الفبركة ؟..

اكتر من ٧٠٠ ألف سيده اتعرضوا للابتزاز بالنوع ده من الفبركة خلال سنه ٢٠٢٠ وذالك بأخذ الصور من علي صفحاتهم الشخصيه وتحويلها إلي صور عاريه .

وهنا سؤال مهم الانتشار الرهيب للصور والفيديوهات الاباحيه معناه أن مواقع السوشيال ميديا بتسمح بنشرها ..! صح ؟ والا هتنتشر فين ..؟

هقولك ان من أكثر المواقع اللي بتحارب المحتوي الجنسي والابتزاز الجنسي هي فيس بوك وانستجرام ويوتيوب وتويتر ، لكن الفبركة احيانا بتكون مثل الحقيقه بشكل كبير لا تستطيع خوارزميات المواقع دي استكشاف الفبركه ، وهنا بيكون دورك انت في الإبلاغ عن المحتوي سواء صوره او فيديو عن طريق إرسال اللينك لفريق الدعم الخاص بالموقع .

وفريق الدعم ليقوم بفحص المحتوي المفبرك وحذفه ومعاقبه الفاعل واغلاق الصفحه ، ودي ميزه في المواقع دي .

وعلشان تعرف قد اي الموضوع خطير وشاغل بال الدنيا كلها ، وزارة الدفاع الأمريكية تقوم بتمويل ابحاث لمواجهة النوع ده من الفبركة .

لك أن تتخيل أن ممكن حد يفرك فديو لرئيس جمهوريه أو وزير دفاع فيحصل إنقلاب ، أو يفبرك فديو لوزير ماليه أو وزير استثمار فالبرصه تنهار .

وده معناه انك لازم تهدأ كده ومتصدقش اي حاجه تشوفها .

وفي ولايه بنسلفانيا الأميركية تم القبض علي ربة منزل بتهمة الديب فيك . طبعا حضرتك مستغرب واكيد سألت نفسك هي ربة المنزل تقدر تستخدم التقنيات دي ..!!؟

الموضوع عندهم اسهل وبتقنيات عاليه جدا فخلينا نعرف السبب وراء القبض عليها .

بنت الست دي كانت داخله في مسابقه رياضيه في الكليه فقامت الست دي بأخذ صور لزميلات ابنتها من علي صفحاتهم الشخصيه وقامت بتحويلها لصور عاريه ونشرها علي السوشيال ميديا علشان زميلات ابنتها ينشغلوا بالصور دي وميركزوش في المسابقه وابنتها تفوز بجائزه المسابقه .

وهنا هنشوف رد فعل متحضر جدا من البنات دي وأولياء أمورهم فقد قاموا بإبلاغ السلطات الامريكيه بما حدث ، إلا ان الصور اتنشرت من حسابات وهميه إلا ان فيه حاجه اسمها ايبيهات الجهاز اللي اتنشر منه الصور وتحديد مكانه ومن هنا تم اكتشاف ربه المنزل والقبض عليها .

طب احنا لي اتكلمنا في الموضوع ده وحكينا الحكايات دي ..؟

علشان انت كأب وانتي كأم تكونوا فاهمين الدنيا حواليكم ماشيه ازاي وتكونوا عارفين أن التليفونات اللي في ايد أولادكم سلاح خطر جدا وممكن يضيعهم .

هل ده معناه تقوم تسحب التليفون من ايد ابنك او بنتك ؟ لا .

ده هيكون تصرف سلبي جدا لكن الصح انك تقعد مع ابنك وانتي تقعدي مع بنتك وتشرحولهم خطورة اللي بيحصل حواليهم وخطورة التليفونات اللي في ايديهم .

فهموهم أن يحافظوا علي خصوصيهم ومينفعش ينشروا صورهم باستمرار

مينفعش يسمحوا لحد يصورهم ولو حتي علي سبيل الهزار.

حافظوا علي نفسكم وبيتكم واولادكم عيشوا حياه حقيقية بعيدا عن السوشيال والحياه الافتراضية.