أنباء اليوم
الأحد 22 ديسمبر 2024 08:49 صـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

حياتك بيد من؟ بقلم - محمد دهشان

مدرب التنمية البشرية/ محمد عبدالعاطي دهشان
مدرب التنمية البشرية/ محمد عبدالعاطي دهشان

إن الله -عز وجل- يمنحك خيارات بيدك لكن نحن نضعها بيد الآخرين،

يزعجني جداً و يحزنني عندما تتصل امرأة لتخبرني عن حياتها الزوجية، أنها مترددة بين طلاق أو زواج و تريدني انا العبد القاصر الذي يجلس خلف المكتب ثم يخرج من الأستوديو ليركب السيارة ويذهب لأسرته ولا يبالي بها وهذا هو الوضع الطبيعي لا أحمل همها، تريد مني أن أقرر مصير حياتها.

نحن أمة إلا من رحم ربك نأخذ منح العبثية،

يمنحنا الله -عز وجل- قرارات شرعية يضعها بين أيدينا تخص صميم الحياه ثم ناتي نحن بهذه القرارات نضعها بيد الغير.

للأسف تاتي إحداهن تصلي الإستخارة منحها الله من فوق سبع سموات حكمها وكيفية الإستخارة لتختار بين أمرين، ثم تأتي ترفع سماعة الهاتف على الشيخ فلان و الداعي فلان ليختار لها وتقول أنا صليت الإستخارة و فعلت وفعلت وما رأيت شيئاً، الله منحك الإستخارة وتستخيرين عبده

وتأتي أخرى تعاني من زوجها صباحاً ومساءاً مترددة ما بين خلع و طلاق يضربها ويهينها ثم تأتي تستبين من داعية لا يعرفها ولا يعرف زوجها ولا يعرف المعاناة التي هي تحيا بها تستشيره ماذا أفعل؟

و الله منحها إما خلع وإما طلاق وإما صبر .

فلماذا يا أمة البشر يا أمة الإسلام؟

لماذا يمنحكم الله خيارات تخصكم تخص تلك الحياة الجميلة ثم تأتوا أنتم عبر الفضائيات تمنحونها لأشخاص لا يعرفون عن حياتكم شيئاً، من أولى أن يستخير لكي

الله الذي يعلم المقادير ويعلم عن تفاصيل حياتك ويعلم عن دقائق حياتك، ثم تأتي أنتي تضعين هذه الخيارات بين يد عبد لا يعرف عنكِ شيئاً.

أين حسن الظن و الثقة بالله يمنحنا الله مفتاحاً من الذهب و نأبى ألا نضعه في موضعه.

قرارت منحها الله لنا -عز وجل- ما بين صلاه استخارة وما بين زواج وطلاق، ما بين تقرير حياة مصيرية، ما بين دعاء ولجوء إلى الله، نتركها ونلجأ إلى عباد الله.

نحن يا سادة من نصنع ضعفاء الدين نحن يا سادة من نصنع مدعي المعرفة.

المجتمع الذي ينتشر به الجهل يسوده الضعفاء ويسيطر عليه مدعي المعرفة.

المجتمع الذي يسود به الضعف والهوان وعدم الثقة بالنفس، يسود به مبدأ السحر والعين ويسود به مبدأ الضعيف ومدعي المعرفة.

نحن يا سادة ينقصنا الكثير حتى نثق بأنفسنا، الله يمنحنا الثقه مع أنفسنا في حياتنا وفي قراراتنا، يعلمنا الله على الثقه يومياً في صلاتنا في استخارتنا في قرارنا ثم نأتي نحن نفقد الثقة، فنضعها بيد رجل يختار لنا

يزعجني فعلاً حينما تتصل امرأة تخيرني أنا ما بين طلاق وخلع وزواج أو صبر وهي تعلم تفاصيل الحياة،

تعلم أصبر أم لا أصبر .. أقدر أم لا أقدر

النبي عليه الصلاة و السلام منحهن الخيار، لم يلزمهن بالصبر ولم يلزمهن بالبقاء ولم يلزمهن بالطلاق بل منح الخيار بين يديها لتختار، ديننا يعلمنا الثقة لكن نحن نأبى، لا بل نضع مدعي المعرفة كأننا حتى لا نريد أن تتحمل تبعات القرار، فلما تطلق تقول حسبي الله على فلان هو من قال لي تطلقي، لأننا لا نجرؤ على تحمل تبعات القرارات، لهذا نبحث عن مدعي المعرفة يحملون عنا القرارات ثم يذهبون إلى لمنازلهم.

نحن يا سادة جعلنا مدعو المعرفه يحملون قرارات عن أروحنا وعن دمائنا.

شباب فجرو ودمرو أنفسهم وأحرقوا أنفسهم، ذهبو في حرب كافرة فقتلوا أنفسهم، والرجال الذين منحوهم صكوك التفجير والتنكيل والقتل ما ذالو أحياء.

نحن أمة جعلنا قرار الحياة والممات بيد مدعي المعرفة ثم تسألون لماذا نحن في مؤخرة الأمم؟ لماذا نحن أمة أصبحنا إلا من رحم ربك تعاني من الفشل وتنحدر.

لماذا نحن أصبحنا أمة تفقد الوعي لا نملك الحضاره لا نملك المستقبل لا نملك الصناعة، لأن قرار الحياة الذي خوله الله لنا ومنعنا من الإنتحار والقتل أو نلقي بأنفسنا في التهلكة، هذه القرارات منحنا الله إياها ونحن جعلناها بيد مدعي المعرفة

تعلمون إلى أين وصلت بنا السذاجة !!

فإذا كانت في قرار أرواحنا ودمائنا وكلنا أناس عليها، فكيف في الزواج والطلاق والخلع، إذا ً نحن أمة تتراجع وتنحدر إلا من رحم ربك.

أخبركم يا ساده متى سنلتقي عنان السماء، متى سنصبح أمة لها ثقل عظيم، حينما نستطيع أن نأخذ قراراً لأنفسنا بأنفسنا، حينما نستطيع ان نثق بأنفسنا و نجعل لحياتنا خط أحمر لا يجتازه مدعي المعرفة ولا أحد من البشر.

هنا فعلاً نثق بأنفسنا، نثق بحياتنا نثق بكل وجودنا على الأرض.

لكن طالما نحن عالة على الأمم وعلى مدعي المعرفة وللأسف نستسقي بالدين بلا صلاة، نستسقي بالدين بلا علم ولا فهم ولا إدراك، ونتعلق بالدين لنحمي أنفسنا دائماً من عقوبة القرارات، ونتعلق بمدعي المعرفة لنحمي أنفسنا من اتحاذ القرارات.

إذاً نحن لماذا وجودنا على الحياة نحن أصبحنا عالة، نحن نصبح قدوة إذا كنا فعلاً قدوة؛

والقدوة هو من يجتاز و يقرر وينجح ويكدح، هكذا يكون القدوة.

إما أن تأتي لا تملك قراراً عن حياتك ولا زواجك ولا طلاقك ولا عن دمك حتى ثم تريد ان تكون قدوة .. أنت عالة يا سيدي.