مصر تعيد الأمن لـ”غزة” .. وقف إطلاق النار يؤكد موقف القاهرة الثابت من القضية الفلسطينية
تسارعت جهود القاهرة خلال الأيام الماضية من أجل وقف إطلاق النار في غزة، والتوصل لتهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع، لتُكلل تلك الجهود بالنجاح مع تحقيق مصر اختراقا كبيرا في المواقف وتقريبها للرؤى وصولا إلى التهدئة وإعلان وقف إطلاق النار رسميا من القاهرة مساء الأحد.
وجاء الإعلان بعد جهود وساطة مكثفة للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس والجهاد، لعبت فيها مصر دورا مركزيا في ضوء اتصالاتها المباشرة بالجانبين، ودورها الإقليمي المحوري، وإيلائها الدائم اهتماما حقيقيا وشاملا بالملف الفلسطيني باعتباره من ثوابت الرؤية المصرية فيما يخص القضايا العربية.
لاقى الدور المصري تجاه استقرار الأوضاع الأمنية في غزه ترحيب دولي، وخاصة الدور المحور الذي لعبه الرئيس السيسي لوقف إطلاق النار دعما للسلام، والذي أشاد به العالم، في مقدمته الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قدم الشكر إلي الرئيس السيسي وكبار المسئولين المصريين على جهودهم في وقف إطلاق النار في غزه، والخارجية الروسية التي رحبت في بيان رسمي بجهود الوساطة المصرية في التوصل لوقف إطلاق النار في غزه.
الأمين العام للأمم المتحدة ثمن الدور المصري لوقف إطلاق النار في القطاع، فيما اعتبر منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام أن دور مصر كان حاسماً في إرساء وقف إطلاق النار، ومن جانبه رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن بجهود مصر الحثيثة لوقف إطلاق النار، مشيداً بمواقف الرئيس السيسي المتواصلة في نصرة الشعب الفلسطيني .
مؤخراً كان للدبلوماسية المصرية اليد العُليا في إيقاف نزيف الدماء الفلسطينية بقطاع غزه، وأثبت الموقف الجديد للرئيس السيسي أن فلسطين هي القضية الأولى لمصر والوطن العربي، وبعث بعدة رسائل أهمها أن مصر على طول الخط موقفها ثابت تجاه القضية الفلسطينية ولم يتغير، وأن القاهرة لم تتاجر بالقضية لحصد مكاسب دولية أو سياسية وإنما تأتي جهودها دائماً بدافع إقرار عملية السلام .
موقف مصر اليوم تجاه فلسطين، أعاد إلى الأذهان مبادرة إعادة إعمار غزه التي أطلقها الرئيس السيسي منتصف مايو من العام الماضي، وقت أن أعلن عن مبادرة مصرية بتخصيص مبلغ 500 مليون دولار لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة بعد العدوان الغاشم على القطاع، ومشاهد تواجد التلفزيون المصري في قلب الحدث، حيث أذاعت قناة " إكسترا نيوز" تقريراً مصوراً بقطاع غزة، ونقلت القناة باحترافية شديدة، مشاهد الدمار والخراب، التي أحلت بالقطاع، من جراء القصف الإسرائيلي ، العام الماضي و التي طالت منازل الأمنيين وهدمت البيوت والحال التجارية، وكما كانت مشاهد القصف والدمار مؤلمة ، ستكون مشاهد إعادة الإعمار مبهجة.
ومن أمام الأنقاض تحدث أهالي غزة لـ "قناة إكسترا نيوز" كيف كان الحال قبل العدوان الإسرائيلي الأخير، وأعربوا عن ثقتهم في الجهود المصرية الخالصة تجاه فلسطين وأهل غزه، وأن مصر التي تمكنت خلال خمس سنوات مضت في القضاء على العشوائيات وتحويلها إلى أبراج سكنية ومظهر جمالي أشاد به الجميع، ستنجح في إعادة إعمار غزه وتوفير مساكن تليق بالشعب الفلسطيني الذي عان كثيراً من العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي لم يفرق بين طفل وشيخ وامرأة وهدمت صواريخه وأسلحته العسكرية المنازل .
كما أعاد الموقف المصري مجدداً تعامل القاهرة الإنساني مع غزة وأهلها بعد قرار علاج الطفلة الفلسطينية بيان محمود على نفقة الدولة في مصر، فلم يكن غريباً بعد مناشدة والد الطفلة "بيان" المقيمة بقطاع غزة أن يقرر الرئيس السيسي استضافتها بالقاهرة وعلاجها على نفقة الدولة في مشهد أكد مجدداً إنسانيته العابرة للحدود.
والد الطفلة بيان الذي قال أنه لجأ لمواقع التواصل الاجتماعي لكتابة استغاثة لعلاج ابنته بالقاهرة، والتي فشل الأطباء في غزة في تشخيص حالتها المرضية إذ تعانى من مرض جلدي نادر بعد ولاتها بعام ولازالت تعاني منه منذ 7 سنوات ، لم يكن يتوقع أن تحظى تلك المناشدة باستجابة سريعة، لكن الإنسانية لمصرية العابرة للحدود احتضنت الطفلة وأبيها وأثلجت قلب الأم وبث في روحها أم شفاء طفلتها.
أما المشهد الأخير الذي مازال عالقاً في الأذهان صور الرئيس السيسي التي ملأت شوارع غزه، والتي جاءت رداً للجميل من الشعب الفلسطيني في مظاهرات النصر التي قاموا بها ، بعد إعلان مصر مبادرة إعادة الإعمار، ورفعوا فيها العلم المصري ، لتؤكد تلك المشاهد علي حقيقه واحد وهي أن الشعب الفلسطيني يعرف قيمة مصر الكبيرة في إرجاع الحق الفلسطيني لأهله، ويقدرها