نعم نحب رسول الله ﷺ ولكن!
المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يُظهرون الحب والود للرسول الأمين عليه أفضل الصلوات والتسليمات، حتى من كان منهم بعيداً عن هديه مخالفاً أوامره مقصراً في طاعته، لكنه يتغنى بحبه للرسول الكريم ويفخر به وهذا شيء حسن ومقبول وبالطبع هذا الحب له ثماره وأثره.
ولكن رسولنا محمد يحب مَن؟ وما هي الصفات والأفعال التي تجعل رسولنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) يحبنا كما نحبه؟
سؤال سهل وبسيط وإجابته سهلة وميسورة يعلمها الجميع ألا وهي .. إتباع سنته وسيرته العطرة، فإذا وفقك الله تعالى للوصول لهذه المكانة نلت حب الرسول في حياتك وتثبيته لك في قبرك وشفاعته لك يوم القيامة ومجاورته صلى الله عليه وسلم لك فى الجنة.
والسؤال الجديد وهل يستطع أحد منا الآن العيش على ما كان عليه رسول الله وصحابته الكرام يعيشون؟ وكيف لنا أن نطبق هذه الآلاف من الأحاديث فى حياتنا وهذه المئات من الأعمال، وإقامة الصلاة على النحو الذي كان عليه رسول الله؟ وكيف لي أن أصوم كل تلك الأيام المتعاقبة والمنفصلة... إلخ؟!
أقول لك أخي الحبيب اطمئن فأنت لست أول من يسأل هذا السؤال، بل وأزيدك راحة وطمأنينة عندما أخبرك بأن أحد صحابة رسول الله سأله مثل سؤالك، أن يدله على أمر سهل جامع شامل لخصال الخير - ما زاد على الفرائض والواجبات- فأرشده الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى ذكر الله، فقال: لا يزال لسانك رطباً، أي غضًا من ذكر الله، تديم تكراره آناء الليل والنهار، فاختار له صلى الله عليه وسلم الذكر لخفته وسهولته عليه ومضاعفة أجره ومنافعه العظيمة التي لا تُعَد.
فاجتهد أخي الحبيب فى أي من أبواب الخير بعد آداء الفرائض والواجبات، وداوم عليه واستكثر منه بقدر طاقتك وأري الله من نفسك خيراً، حتى يُحبك الرسول وبطاعتك للرسول يُحبك مالك الملك وعندها لا تشقى أبداً، أما مجرد الحب باللسان مع التقصير فى الفرائض والواجبات فهي حجة عليك، وعند مزاحمتك على الحوض لتشرب من يديه الشريفتين تجد الملائكة تصدك لأنك لست أهلاً بسبب مخالفتك سنة رسولك وتطردك الملائكة بسبب تقصيرك فى محبة رسول الله المحبة العملية الواجبة عليك، أما المتبعين المحبين بصدق فيتشرفون بسقيا رسول الله لهم فيشربون من يده الشريفة شربة ماء لا يظمئون بعدها حتى يدخلون جنة ربهم، فاللهم اهدنا سبيل نبيك والسير على طريقه واتباع منهاجه والسقيا بيديه ومرافقته فى الجنة. اللهم آمين.