وليد عبدالجليل يكتب: سلامٌ على تلك الديار
تلك الرسالة الحائرة بين الأنامل و القلم و تلك الكلمات التي تداعب الشفاه في صمت فتأبى حروفها أن تغادر.
تلك النظرات التائهة بين مراقبة الهاتف و أشباح الذكريات في انتظار من غاب و لن يعود.
و تلك الأحلام الثكلى المثقلة بأطياف الراحلين بأجسادهم الحاضرين بوجداننا.
و تلك الطرق التي سلكناها يوما بصحبتهم تسألنا عنهم اليوم حين نسلكها وحيدين بدونهم فمازالت آثار أقدامهم تملأ المكان و مازال عطرهم لم يغب عن النفوس و ما زال صدى أصواتهم يملأ الآذان فلا نسمع سواه و لا نرجو غيره.
و تلك الدور التي امتلأت بهجة و أنساً بسكناهم و باتت جدرانها تذوب شوقا لرؤياهم وتأن ألما لفراقهم.
فسلام على تلك الأغنية الحزينة التي عزفتها الأيام لحنا بقيت أنغامه تطرب قلوبا ماتت و هي على قيد الحياة.
وسلام على تلك الديار و الجدران و الطرق التي حفظت عهوداً و ذكريات فلم تغدر و لم تخن فذابت حنينا ولم تكن كقلوب بشر هي كالحجارة أو أشد قسوة و إن من الحجارة لما يتفجر منه الماء.