أيها التجار.. أفيقوا يرحمكم الله!! بقلم - آمال إمام
في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي شهدها العالم خلال الفترات السابقة.. والتي أحدثتها الحرب الأوكرانية - الروسية.. وقبلها أزمة انتشار فيروس كورونا وحالة الإغلاق التي عمت كثير من الدول .. يعيش العالم أجمع أزمة حقيقة وارتفاع للأسعار غير مسبوق.. وكذلك شح في بعض المنتجات الأساسية والإستراتيجية..التي لا يستطيع أن يعيش الإنسان بدونها من مواد غذائية.. وبترولية.. وكافة ما يحتاجه الإنسان كي يعيش.. ومصر كباقي دول العالم تعيش هذه الأزمة وتحاول الحكومة بكافة الوسائل والطرق السيطرة على هذه الأزمة وإيجاد حلول لها.. ولكن في المقابل قام بعض التجار عديمي الضمير والأخلاق.. باحتكار واخفاء بعض السلع الاستراتيجية من المواد الغذائية من الأسواق والتلاعب بأقوات الناس.. محدثين بذلك أزمة بهدف ارتفاع الأسعار أضعاف مضاعفة.. مستغلين حاجة الناس إلى هذه السلع الغذائية ليزيد بذلك ربحهم "الحرام"..وهنا اتسأل هل مات الضمير عند هؤلاء التجار ؟ أم هو الجشع وحب المال؟
حتى لو على حساب اقوات الناس وطعامهم.. والذي تأثر به اكثر من غيره هو الفقير .. الذي لا يعلم بحاله الا الله.. الا يعلم هؤلاء التجار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يحتكر إلا خاطئ..رواه مسلم
وقال أيضاً.. من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى وبرئ الله تعالى منه.. وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله.. وفي المستدرك أنه صلى الله عليه وسلم قال: المحتكر ملعون..
وهنا اذكر قصة محمد بن سيرين هذا العالم الجليل عندما اشترى زيتا بدين مؤجل.. وعندما فتح وعاء الزيت وجد فيه فأر ميت فقام بإلقاء الزيت في مجرى الماء لأنه فاسد.. ورفض ان يرجعه الي التاجر الذي اشتري منه هذا الزيت خشية ان يبعه لغيره وبذلك يضر الناس..وفضل حياة الناس ومصالحهم على حساب نفسه.. ودخل السجن بسبب دين هذا الزيت..
ف ياأيها التاجر..اعلم ان الله سبحانه وتعالى قوي وقادر على أن يخسف بكل ما جمعت من الأموال الأرض.. ولا تستهين بدعاء من قمت بحجب سلعتك عنه وتسببت له في الضرر والايذاء سواء كان هذا الضرر مادي او معنوي.. ف رفقاً ايها التاجر بالناس واعلم ان التاجر الأمين هو من تحرى الصدق والامانه في بيعه وشراءه واعلم ان التاجر الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء.. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء" رواه الترمذي..
وفي الختام يقول ابن الرومي:
رب أطلق يدي في كل شيخ
ذي رياء بسمته وسكونه
تاجر فاجر جموح منوع
يرهق الناس باقتضاء ديونه.