”حلم النهر” للكاتب - أحمد حسن عمر
هي لا تستطيع أن تبادله الحب رغم شعورها بصدق مشاعره ورغم انها تطرب لكلمات الغزل التي يهديها لها، ورغم اغانية التي تشعر انها تسكن في كل حروفها ومعانيها فهي لا جدال ملهمته الوحيدة ولكن لن تجارية او تنجرف الي تيار حبه رغم أنها تحبه بصدق ومنذ طفولتها لكن وضعها مختلف فهي زوجة وأم وعليها ان تسمع كلماته التي تسعد قلبها في صمت متظاهرة بعدم الفهم وأحيانا عدم الاهتمام لكنها حينما تختلي بنفسها تقرأ أغانيه التي تثير إعجابها بلا استثناء وهي تعلم انها لها وصادقة وكثيرا ما يزورها في الحلم هناك بجوار النهر ووسط النخيل وتحت شجرة كبيرة تعانقة وتهمس له احبك وتتركة يقبل يديها وتغني وترقص وتجري معه كطفلة صغيرة وتشعر ان حبه منحها الحياة ولون بفرشاتة ايام حياتها الممله الكئيبة ليحولها الي سعادة وسرور وهناء هي معه تصغر عن سنها بسنوات وسنوات، حبه منحها طاقة كبيرة وأمل ورفع من معنوياتها جدا، لكنها لا تصرح بحبه الا في ذلك الركن البعيد من الحلم بجوار النهر، هي تخش ان يطول وقت تظاهرها بالجفاء وعدم الاهتمام فيصيبة اليأس او الملل رغم ان هواه لم يقل او يتغير منذ سنوات، كيف تصارحه بحبها دون كلمات، كيف تصل مشاعرها اليه رغم ظروف سجنها الذي تعيش فيه، كيف تخبرة انه شعاع الضوء الوحيد في عتمة ليلها الكئيب، كيف تخبره انه طاقة الأمل الفريدة التي تحيا من أجلها وكيف انها تهرب للحلم لترتمي بين احضانه وتذوب بين عينية، كيف انها تكلمة بطريقة رسمية وحينما تختلي بنفسها تغير الكلمات الي حبيبي وروحي واحبك أكثر مما تحبني، كيف تعبر عن احساسها الذي تخنقه كلما أراد الهروب اليه، كيف تخبره انها لم تحب غيره لولا القدر والنصيب،
كيف تخبره وهو شاعر يكتب لها أجمل الكلمات واحلى الاغاني، وتفكر كيف تبتعد دون جرح وكيف تغيب بلا ألم، خصوصا وهو يتحين كل الفرص ليكون بجوارها ويقدم لها كل مساعدة بل انه يفرح بنجاحها اكثر منها، ودائما ما تتذكر ذكريات الطفولة والصبي فتهرول الي أحلامها لتشعر بالدفئ من جديد.
كلما فكرت في البعد تقترب!!
كلما فكرت ان تنسى نجحت في نسيان انها تنسى وتذكرت انه بداخلها يسكن القلب ويسعد الروح، ماذا تفعل والقرب هلاك والبعد موت!!!
.....
أحمد حسن عمر