د محمد مختار جمعة يكتب : ”أشرف الخلق وأكرمهم” (صلوا عليه وسلموا تسليما )
يُجمع أهل العلم قديمًا وحديثًا على أن أشرف الخلق وأكرمهم عند الله (عز وجل) هو خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر، وأنا أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولا فخر، وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخر، ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، فأيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لي المَغَانِمُ ولَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلِي، وأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ عَامَّةً".
فهو (صلى الله عليه وسلم) السراج المنير، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا"، وهو (صلى الله عليه وسلم) صاحب الشفاعة العظمى، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "أُعطيتُ الشَّفاعةَ وهي نائلةٌ مَن لا يشرك باللَّهِ شيئًا"، وصاحب الحوض، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "إنِّي فَرَطُكُمْ علَى الحَوْضِ، مَن مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، ومَن شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أبَدًا"، وصاحب الكوثر، يقول (صلى الله عليه وسلم): "بيْنا أنا أسِيرُ في الجنةِ، إذْ عُرِضَ لِي نهرٌ، حافَّتاهُ قُبابُ اللؤْلُؤِ المجوَّفِ، قُلتُ: يا جبريلُ ما هذا؟ قال: هذا الكوْثَرُ الَّذي أعطاكَهُ اللهُ"، وذلك حيث يقول الحق سبحانه: "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ".
زكى ربه (عز وجل) كلامه وبيانه (صلى الله عليه وسلم) فقال: "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى"، وزكى فؤاده (صلى الله عليه وسلم) فقال سبحانه: "مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى"، وزكى معلمه (صلى الله عليه وسلم) فقال سبحانه: "عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى"، وزكى خلقه (صلى الله عليه وسلم) فقال سبحانه: "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، وزكاه كله فقال: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ".
قرن الحق سبحانه وتعالى طاعته (صلى الله عليه وسلم) بطاعته، فقال سبحانه: "مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ"، وجعل حبه (صلى الله عليه وسلم) وسيلة لحب الله (عز وجل)، فقال سبحانه: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"، وحذر من مخالفة أمره (صلى الله عليه وسلم) فقال: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
صلى عليه ربه (عز وجل)، وأمر ملائكته والمؤمنين بالصلاة عليه، فقال سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، وجعل صلاته على المؤمنين رحمة وسكينة لهم، فقال سبحانه: "وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".
فعلينا بالإكثار من الصلاة والسلام على الحبيب (صلى الله عليه وسلم)؛ لأن من صلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) صلاة صلى الله بها عليه عشرًا، كما أن صلاتنا معروضة عليه (صلى الله عليه وسلم)، وكان (صلى الله عليه وسلم) يقول: "إِذا سمِعْتُمُ النِّداءَ فَقُولُوا مِثْلَ ما يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا علَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى علَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ بِهَا عشْراً، ثُمَّ سلُوا اللَّه لي الْوسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنزِلَةٌ في الجنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلاَّ لعَبْدٍ منْ عِباد اللَّه وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُو، فَمنْ سَأَل ليَ الْوسِيلَة حَلَّتْ لَهُ الشَّفاعَةُ".