أنباء اليوم
السبت 21 ديسمبر 2024 06:15 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

هبه قاسم تكتب : كسر بلا رحمة ..!!

قد يتساءل البعض ماالذي نود أن نكسره بدون رحمة ولا تراجع؟!!
ان العادات والتقاليد ماهي الا موروثات شعبية اعتاد عليها أبائنا واجدادنا في الماضي...فنجد منها النافع والضار ،ولاعيب أن نتبع منها النافع الذي يغمر حياتنا سعادة وبهجة ونتجاهل منها كل ماهو ضار قد يهلك حياتنا دون وعي .
فااغلب تلك العادات والتقاليد ربما كانت تتناسب مع اجدادنا بالماضي ولاتتناسب مع الطفرة التكنولوجية الحاليه.
فكل مانود قوله هو ترك كل ماهو موروث سئ يتحكم بعقولنا ويتعارض مع ظروف حياتنا والبيئة التي نعيش بها في زمننا الحالي؟
فالتغير والتخلص عن تنفيذ تلك العادات والتقاليد امر لايحتاج سوا التفكير والتعقل لان وجودهم ليس له أساس من الصحة بالأحاديث النبوية و بالقرآن الكريم والأديان السماوية!!

إليكم أول تلك العادات والتقاليد التي يجب كسرها لنتلاشى العديد من المشاكل والفساد والذنوب وهي:
- المبالغة الشديدة في الأمور المادية التي تتعلق بالزواج والتي هي أول أسباب تعطيل ما أباحه الله ورسوله للمؤمنين.
"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، حديث يتداوله الناس على أنه من المسلمات الواردة عن النبي ﷺ. فحتى إن لم يكن الحديث صحيحاً فما العيب بما ورد فيه طالما لايحرض على عصيان الله...
فقد أصبح الكثير من أولياء الأمور ينظرون لمن يتقدم على خطبة بناتهم على أساس و اعتبارات شكلية دون التمعن بجوهر الرجل معتقدين بذلك أنهم يضمنون حقوق بناتهم المادية ولكي يظهرون بشكل لائق أمام الاهل والأقارب والأصدقاء متفاخرين بالذهب والأثاث والشقة والمستوى المادي الذي يميل إلى الأمور الدنيوية التي تخلو من المودة والرحمة، فمتطلبات الأهل الباهظة لايستطيع الكثير من الرجال المكافحين تنفيذها... لذا انتشرت العنوسة والزواج العرفي وغيرها من الأمور التي لايرضا عنها الله ،ففكروا جيداً أيها الآباء في من يتقي الله ببناتكم وبمن يوفر حياة كريمة دون الحاجه لاحد...واعلموا أن الإعتدال بكل شئ هو طريق السعادة وراحة البال ودائما ماتكون خير الامور الوسط .

- أما العادة الثانية التي نود كسرها هي: ختان الإناث فهي من العادات والتقاليد والموروثات الشعبية التي تسببت بالكثير من المشاكل الطبية والنفسية للعديد من الإناث حتى أن علماء الأزهر تحدثوا بذلك الأمر كثيراً، مؤكدين على أن ختان الإناث ليس له أساس من المشروعية وأن النبيﷺ لم يختن بناته رضي الله عنهن، ولم يثبت أنه أمر به، ومع ذلك فقد ثبت أنه ﷺأمر بختان الذكور وختن الحسن والحسين، ولو كانت الأنثى كالذكر في ذلك لفعله مع بناته وأمر به،ﷺ ، فحديث أم عطية، لم يفرض ثبوت الختان فيه ، فإنهﷺبين لها طريقة الختان، مما يعني أنها كانت تعالج حالة خاصة" وبالفعل أكد بعض الأطباء أن هناك حالات خاصة للإناث يتطلب فيها الختان مما لها من آثار سلبية من الناحيه الطبيةو النفسية، فبعد كل هذا وماوجهنا له علماء الأزهر والأطباء نجد أهالي البعض تقوم بختان بناتهم دون التفكير أو الرجوع للأطباء!!
والغريب في الأمر أن هناك قصة واقعية أخبرتني بها إحدى الأمهات أن خطيب ابنتها تراجع عن الزواج بسبب عدم ختان ابنتها ووضع شرط للزواج وهو أن يتم الختان للعروسة أو يلغي الخطبة وترتيبات الزواج وللأسف نفذت الأم رغبة الخطيب وقامت بختان ابنتها خوفاً من أنها تضيع رجل ثري جاء بكل المتطلبات المادية لهم حتى أنني أتذكر موقف تلك العروس المسكينة بأنها شعرت أنها بهيمة تباع رغم عنها.

- ثم نأتي لأكثر العادات والتقاليد بشاعة ووحشية لايكفينا أن نكسرها فقط لكونها جناية بحق الأنثى وهي: "الدخلة البلدي " التي تسبب الكثير من المشاكل الطبية والنفسية التي يصعب محوها من ذاكرة المرأة مهما طالت الحياة الزوجية، فكيف تنسى الأنثى تلك الليلة التي ذبحت فيها بدون استحياء وهي مجبرة على تنفيذ عادات وتقاليد عمياء لاتعرف الرحمة ولا إحترام العورات ليدخل الزوج على عروسته بطريقة غير شرعية بعد أن يمسكها الأهل والأقارب كالبهيمة للزوج ليذبحها أمامهم ثم يخرج على الملأ ليعرض دماء ضحيته و لتتفاخر الأهل أمام الناس بأنها عذراء شريفة!!
فقد حرم الأزهر تلك العادة قائلاً: إن إزالة بكارة الفتاة بالإصبع تعدٍ عليها وجناية في حقها، وفعل ذلك عمداً من غير الزوج ممنوع شرعاً، لما فيه من الإطلاع على العورة ومسها، فضلاً عن كونه جناية -كما قدمنا- وقد قالﷺ إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا". متفق عليه.

ومازالت هناك العادات والتقاليد الشعبية التي لم يسعنا الوقت لنذكرها ولكن حتماً سنقوم بسردها في المرات القادمة متمنين أن نستطيع معاً أن نتغلب عن العادات والتقاليد السيئة والا نجعلها تتحكم بمصيرنا وسعادتنا وراحتنا النفسية، وحتي لانضل طريق الحق وكلام الله وسنة نبيه محمد ﷺ.