إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ
أيام قلائل ويحل علينا شهر رمضان المبارك
ولهذا وجب علىٌ الحديث عن جزء هام يشغلنا جميعاً فى شهر
رمضان وهو المفهوم الحقيقي المال فى الإسلام لتوضيح الصورة عن مصارف الزكاة
بداية إن ما يجب علينا إدراكه هو أن الإقتصاد فى الإسلام يتميز بنظرة إقتصادية عقـائديـة بحتةللمال.
بمعنى أن المالك الحقيقي للمال هو الله عز وجل والشاهد من القول في قوله تعالى: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " فالملكية في الاقتصاد الإسلامي لا تثبت إلا بإباحة الشارع لها، وتقريره لأسبابها، وهي ملكية إنتفاع وليست ملكية رقبة وهي ناشئة عن إستخلاف الله للإنسان في الأرض وفي هذا يقول سبحانه وتعالى : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً "
و المستخلفون فى الأرض من الله هم البشر حيث أُمِروا بالإنفاق في سبيله،
قال تعالى: " آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ " .
ولهذا السبب فإن مصطلح الإنفاق الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية هو المصطلح الصحيح والدقيق للتعبير عن العنصر الثالث من عناصر النشاط الاقتصادي في الاقتصاد الإسلامي بعد الإنتاج والتوزيع، وليس مصطلح الاستهلاك المستخدم في الاقتصادات المتعارف عليها.
إذن ماهو مفهوم الإستهلاك فى الإقتصاد الإسلامي؟
.
من المعروف أن الإستهلاك هو
عمل يهدف إلى استعمال الشئ استعمالاً كاملاً، مثل الأكل والوقت وغير ذلك
والإستعمال الكلى للأشياء يعني أن منفعة السلع المُنتَجة تنتهى ، وبهذا المعنى يكون الإستهلاك عكس الإنتاج الذي يهتم بإيجاد القيمة.
ويعرف قاموس الاقتصاد الحديث الاستهلاك بأنه: الإستعمال الأخير للسلع والخدمات في إشباع الحاجات والرغبات الإنسانية