راندا عطوان تكتب .. عيد الأم
نحتفل اليوم الأربعاء الموافق 21 مارس بعيد الأم وذلك منذ أن دعى إليها الأخوين مصطفى أمين وعلي أمين عام 1956 حينما دعيا جمهور القراء إلى تحديد يوم محدد الاحتفال بالأم وقول لها كلمة شكرا فى يوم محدد اعترافا بجميلها علينا
وما أتعجب له اليوم هو اعتراض البعض ووقوفهم بالمرصاد لذلك الاحتفال معللين ذلك بأن الأم لا بد أن يتم الاحتفال بها دائما ولا يختزل الأمر الى مجرد الاحتفال بيوم واحد فقط
هي كلمة حق يراد بها باطل فالأمة حقا لا بد أن يتم الاحتفال بها دائما لكن يحدث أحيانا مع مشاغل الحياة أو مع تصارع الأحداث أن يتغافل البعض أو يتناسى لبعض الوقت دون أن يشعر، وتشعر الأم بألم عميق بداخلها وتشعركأن الدنيا كلها نسيتها فيأتي هذا اليوم يدق الناقوس ويذكرنا تذكر يا من تنسى يا من تتغافل أن لك من تحبك وتعتز بك ولا تتطلب سوى أن تسمع صوتك بكلمة واحدة ولا تطلب شيئا آخر
هناك من يعارض بحجة إنه يوم مؤلم فهناك من فقد أمه وهناك من ليس لديه أبناء وكل هذا يسبب لهما الألم
والحقيقة هذا الكلام عاري من الصحة تماما فحتى لو كنا فقدنا أمنا فالأم موجودة بداخلنا ونستطيع أن نتذكرها في مثل هذا اليوم وندعوا لها أكثر بالرحمة والمغفرة
أما من ليس لديها أبناء فأود أن أذكر أن جميعنا لديه الأبناء فكل امرأة بداخلها أم وكل ام لديها أبنا ليس شرطا أن يكون بالولاده قد يكون ابن اخ او بنت اخت أو حتى طفل يتيم تربت على كتفه ويدعوا لها ولقد رأيت ذلك في الواقع كل امرأة ليس لديها أبناء أجدها تعامل الأبناء الآخرين جميعهم كأنهم أولادها وبيكون بداخلها كمية من الحنان تكفي العالم كله تلك المرأة ستجد أن العائلة كلها يحبونها ويقدرونها ويعتبرونها أمهم الثانية وليس هناك ما يمنع أن نهنئها بالعيد ونخبرها بأنها كل سنه وهى طيبه
إن الأمومة يا سادة ليست الخلفة والرضاعة بالدرجة الأولى وإن كان ذلك ليس بالهين لكن الأمومة هي الاحتضان بالمشاعر والحب والإحساس بالقرب والمسؤولية والأم لا تريد من أولادها شيئا سوى أن يتذكروها لا تريد منهم الهدايا أو أن تسبب لهم أي ضيق مالي فنحن من ضيقنا على أنفسنا وكل شيء ضيقنا على أنفسنا بأن صمم على غالي الهدايا وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي نعيشها لذلك أود أن أنوه أن الأم لا تحتاج إلا أن يجلس أبنائها بجانبها أن يبتسم لها أن يقبلها أن يحس بها أن يشعرها بأنه لم ينساها ولن ينساها أنه يخاف عليها أنه يقدر تعبها
كلنا لابد ان نحتفل بعيد الأم تحتفل جميعا بأمنا مصر التي ضمتنا في أحضانها والتي لم تفرط فينا يوما والتي نعشقها وتعشقنا
احتفلوا جميعا احتفل بأمك احتفل بخالتك احتفل بعمتك احتفل بكل امرأة جميلة سيدة فعلت شيء جميل من أجلك كل الجميع شكرا يا أمي شكرا شكرا نحن لن ننساك ولن ننسى تعبك شكرا
احتفلوا جميعا وافرحوا ولاتضيقوا على نفسكم بمبالغ الهدايا ولا تضيقوا على نفسكم بمعارضة الاحتفال
هنا وأخيرا لا أملك إلا أن أقول لكل أم كل أم بالمشاعر كل أم بالعمل كل أم بالمسؤولية كل أم بالعطاء كل سنة وإنت طيبة يا ست الكل كل سنة وشكرا لك وعام سعيد عليك وعلينا و على كل مصر .