حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وإزينت
إن ماوصل إليه العالَمَ بأكمله على كوكب الأرض من تقدم واسع وملحوظ وبخطوات متسارعة سواء كان من الناحية التكنولوجية الحديثة أو العلمية
أصبحت تمر علينا نحن البشر جميعاً بكل ما تحمله من معلومات لتغذية عقولنا سواء كان ذلك بالإيجاب أوالسلب.
وهذا مايطلق عليه العالم الإفتراضى الذى صار واقع الحال للمنظومة الفعلية الحياتية اليومية التي تحوى كوكب الأرض بأكمله.
السؤال هنا:
هل خطر ببالك أيها الإنسان أن هذا التقدم وهذه التقنيات الحديثة هى فعلياً مُوشِكةٌ على الإنهيار والإنحسار ذلك لأنها قد بلغت غاية الإزدهار فقد أخذت الأرض بهذه الحضارة زخرفها، وتزينت بأنواع الزينة في كل وسائل الحياة في المساكن والسيارات والطائرات والسفن والمطاعم والملابس ووسائل التواصلِ وسرعة الانتقالِ فتقارُب الأزمان وتقارب البلدان
من الشواهد بل والأدلة القاطعة
على قول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم:
إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.
فنحن عندما نقرأ هذه الآيات ونتدبرها لَعَلّهُ يخطر ببالنا أن كل هذه الحضارات موشكة على الإندثار ولايتبقى من منظومة الحياة سوى رفات عقول مدمرة
تسعى سعى الجاهدين لتدمير الأرض وماعليها بنفوس ضعيفة وقلوب جاحدة إلا من رحم الله من هؤلاء.
فزمن الحروب هذا وتدمير البلاد لايدفع ثمنه ولا يتضرر منه إلا هؤلاء الشعوب والشباب والتى
أُقصيت ودُمرت بلا رحمة.
والسؤال هنا ماذا بعد؟!
ماذا بعد الهزه التى يعيشها الإنسان فى داخل هذه الحقبة الزمنية
إلى أين تتجه البشرية ؟!
أين ذهبت القيم والمبادئ الأساسية والإنسانية؟!
كلها علامات إستفهام
ولكن وكما تعودنا فنحن لانجد الإجابات الصحيحة والشافيه إلافى كتاب الله القرآن الكريم
قال تعالى:
وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ۚ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونْ
فقد تجاوزت الأحداث الأخيرة كل الحدود و التحديات
أصبحت آلات إراقة الدماء كآلات تعزف على ضفاف البشر .
وما أود الإشارة إليه أنه علينا أن نعى جميعاً أن الحياة مدتها محدودةواللقاء بالله أمر محتوم فليست بدار خلود ولا بقاء
وهي كما قال أحد الشعراء المعاصرين عن الدنيا:
إن الحياة لثوب سوف تخلعه
وكل ثوب إذا ما رثَّ ينخلع