لا يغرنك نور الأمل.. فيُغرقك ظلامه! بقلم - محمد دهشان
ان يكون لديك أمل فى تلك الحياة فاعلم بأن لديك جانب مشرق ينتظرك إما إذا كان هذا الأمل بدون سعى فاعلم أنك لن تعلو بل ستدنو فى ذاك القبو المظلم
لا يمكن العيش فى هذه الحياة بدون شعلة من الأمل نتمسك بها ونمضى فى نورها حيث وجه الحياة الساطع ورونقها اللامع الذى يجذبنا نحوها. بمقدور الحياة أن ترفعنا إلى الأعالى عندما نجد فيها ما نتمسك به وما نلهث وراءه، أملٌ ينير لنا الطريق ويجعل قلوبنا تتوهج من فرط الحماس ولا تكاد القلوب تتوهج بنور الأمل حتى يظهر ذلك جلياً على قسمات الوجه وملامحه..
أملٌ يأخذنا حيث نجد أنفسنا الضائعة على طرقات الحياة وقلوبنا المبعثرة على ضفاف مآسيها، أملٌ ينتزعنا من ظلام الحياة وينتزع ظلامها منا، ذاك هو الأمل نورٌ يُرشدنا إلى طريقٍ ضللناه،
وحياةٌ لمن فقد نفسه فى سبل الحياة، وبر نجاة يمكننا أن نتمسك به، وشجرة يمكننا أن نستريح فى ظلالها عندما نفقد حماسنا وتُستهلك طاقتنا..الأمل هو وجه الحياة المشرق بعيداً عن قساوتها، إننا نتمسك بالأمل وننزع منا اليأس ونملأ قلوبنا بالإيمان بالله لأننا نعلم أن بيده مقاليد الأمور،
وأنه يلهمنا الصبر على ما نحيا حتى يقضى أمراً كان مفعولا.. ولكن علينا أن نفرق بين الأمل وبين الوهم حتى لا يبتلعنا الوهم بين براثنه بتلك الحجة البائسة التى نقنع أنفسنا بها وهو أننا متمسكين بالأمل، ف الأمل عبارة عن خيط وإن كان رفيع جداً إلا أن له طرفٌ ملموسٌ بأيدينا فإذا لم نجد بأيدينا طرف هذا الخيط فإن الأمل يتحول إلى وهم والأمل من غير شئ ملموس ما هو إلا خداع النفس بذاك الأسلوب المستهلك، الحمقى هم من يقنعون أنفسهم بشئ ليس ملموساً على أرض الواقع كالذى يقنع نفسه بالوصول لمبتغاه لأن لديه أمل فى الوصول وهو راكد فى مكانه لا يُحرك ساكناً ولا يسلك طريق الوصول..
خداع النفس تحت مسمى الأمل ما هو إلا طيف من نور يخرج من قبوٍ مظلم خالٍ من الحياة نهايته حسرة وفى جوفه ألم على ما ضاع من العمر بتمسكنا بأملٍ فارغ! أن يكون لديك أمل فى تلك الحياة فاعلم بأن لديك جانب مشرق ينتظرك إما إذا كان هذا الأمل بدون سعى وبدون أن تصول وتجول لتحقيقه فاعلم أنك لن تعلو بل ستدنو فى ذاك القبو المظلم فى هذا المكان السحيق الذى سيبتلعك ظلامه..
إن الله لا يخذل هؤلاء الساعين بدون كللٍ أو ملل، أما هؤلاء الواقفين على أعتاب الحياة ينتظرون أن يحقق الله لهم ما يريدون فسينتظرون كثيراً ما داموا ضلوا سعيهم فى الحياة الدنيا ويحسبون أنهم بوقوفهم ساكنين يحسنون صنعا.. فلا يغرنك نور الأمل كى لا يُغرقك ظلامه