قطوف اقتصادية ( ٧) عيد الأضحى .. فى جعبة الإقتصاد والميزانية
ينتظر المسلمين عيد الأضحى كل عام بشغف لم له من مظاهر دينية خاصة ففيه فريضة الحج.وفيه النحر
وكذلك مايحمله من مظاهر ومشاعرالفرح والبهجة والتى تبعث السرور فى النفس بعيدا عن مشاق الحياة التي تتكبدها طول العام.
و يتميز عيد الأضحى بذبح الأضاحي. ومع كل ما يدخله العيد على النفوس من بهجة وسرور على الأسر والمجتمع، فإن له آثارا متعددة على الدول وميزانيات الأسر والأنشطة الاقتصادية.
بصفه عامه فمعظم الناس والمؤسسات الإنتاجية تتوقف عن العمل في الأعياد ويتعطل إنتاج معظم السلع والمنتجات والخدمات.
فى الوقت نفسه تعلن طفره كبيرة في إستهلاك سلع ومنتجات وخدمات معينة مرتبطة بأنشطة العيد عن وجودها وبحده.
فالكل إنسان ميوله ورغباته وطريقتهةالتى بنيت على مر الأعوام للإحتفال بالعيد وتخصيص موارد معينة لإدخال البهجة والسرور على أسرته وكسر رتابة الحياة العملية. ولذلك وجب عليك عزيزى القارئ أن لا تتعجب من مشاهد إندفاع الناس بالإكثار من السفر والترحال بالأعياد وتحمل تكاليفها برحابة صدر
رغم ارتفاع أسعار البنزين وتذاكر المواصلات.
ولكن السؤال هنا
هل بتوقف عجلة الإنتاج بسبب الإجازات الرسمية يؤثر سلباً على الإقتصاد والدخل؟
حقيقة الأمر إن توقف عجلة الإنتاج خلال فترات الأعياد لا يعني بالضرورة تراجع الاقتصاد وخسارة الدخل، حيث يمكن تعويض هذا التراجع في فترات وجيزة بعد العيد، كما يحدث في الإجازات الأسبوعية والسنوية.
وبناءاً عليه فمن المنطقي ضرورة توافر طاقات إنتاجية فائضة عن الاستهلاك، لهذا، فليس من الصعب التعويض مقدما أو لاحقا عن فترات التوقف القصيرة.
أما في جانب الطلب، فيحدث إرتفاع كبير في الطلب على سلع ومنتجات وخدمات معينة في الأعياد، كالملابس أو الأضاحي أو خدمات السفر والضيافة والترفيه.
ونظرا إلى تعود المجتمع على هذه الطفرات فالأسواق لها إستعداداً تاما وذلك بتوفير الاحتياجات اللازمة من السلع والخدمات في الأعياد.
كما أن بعض القطاعات تحقق نسبة كبيرة من دخلها وأرباحها في مواسم الأعياد المؤقتة والقصيرة.
لهذا يمكن القول إن الأعياد تسهم في نمو قطاعات معينة ومن المرجح وعلى النقيض مما يظنه البعض أنها تخفض الناتج المحلي أنها ترفع بعض الشيء من قيمة الناتج.
إلا أنه ومع القفزات التى حدثت في أسعار مواشي الأضاحي خصوصا الغنم. حيث تضاعفت أسعار الأغنام نحو أربع مرات خلال الـ25 عاما الماضية، على . تجدر الإشارة إلى أن الرقم القياسي لتكاليف المعيشة لا يتضمن بندا عن تكاليف الأضاحي على الرغم من أنها تمثل جزءا معتبرا من سلة المستهلك يفوق كثيرا من البنود الغذائية التي ترد في الرقم القياسي لتكاليف المعيشة.
فقد حد إرتفاع الأسعار من قدرات كثير من الأسر على تقديم الأضاحي أو توفير بعض إحتياجات الأعياد، كما ولد أعباء إضافية على ميزانيات الأسر محدودة ومتوسطة الدخل.
على صعيد متصل تحاول العديد من الدول الإسلامية التوسع في توفير سلع ومنتجات وخدمات الأعياد، لكن تحد إمكانات كثير منها عن تقديم الحد الأدنى من الدعم. لكن الأهم من ذلك هو السعي قدر المستطاع لتيسير تدفق السلع والخدمات ومنع الاختناقات، والحد من ممارسات الاحتكار والغش والتربح الفاحش، وضمان حرية الأسواق وتنافسيتها. فهذه الإجراءات تساعد على خفض الأسعار الحرة إلى أقل مستوى ممكن وتوفير الكميات التي يحتاج إليها المستهلك.