أنباء اليوم
الأحد 17 نوفمبر 2024 10:27 مـ 15 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
رئيس هيئة الرقابة المالية يؤكد أهمية البيانات في تحسين الخدمات التأمينية وتقليل المخاطر الشركة المصرية للاستعلام الائتماني تستعرض مستقبل تطبيقات البيانات في مصر وزارة الطيران المدني تنفي مزاعم راكب عن سلبيات قد واجهها خلال تجربة سفره من مطار القاهرة الدولي ديشامب يعلن تشكيل فرنسا لمباراة أيطاليا ببطولة أمم أوروبا مانشستر سيتي يقترب من تجديد عقد مهاجمه الترويجي جامعة أسيوط الأهلية تعلن عن الكشوف المبدئية للمرشحين لعضوية الاتحادات الطلابية صراع ثلاثي بـ إنجلترا للتعاقد مع بول بوجبا نصيحة محمد صلاح لعمر مرموش وزير الشئون النيابية : الموافقة على مشروع القانون المُقدم من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب (من حيث المبدأ) النيابة الإدارية تختتم التدريب الرابع للسيدات بعنوان ”مناهضة العنف ضد المرأة ومهارات وفنون التواصل والقيادة” عاجل | الرئيس عبدالفتاح السيسي يصل ريو دي جانيرو بالبرازيل للمشاركة في قمة مجموعة العشرين باسل رحمي: توجيهات سياسية بالتوسع في تمويل المشروعات الانتاجية

فخامة أنثى

في نظر الرجل ، تظل الأنثى سراً من أسرار الكون، يصعب استكشافه ، وذلك لفطرة الكتمان لديها ، فصندوق الكنز مُقفل أمام الداخلين لعالمها الخاص ، والباحث عن ذلك السر المكنون أو الكنز المحفور ، عليه الانغماس في عالمها حد الذوبان ، عندها فقط قد يُرأف لحاله، ويسمح له بالإطلاع على ملامح ما قد يكون عليه الكنز بلا تفاصيل ، فتفاصيله جزء من الروح ، لا يُستغنى عنها إلا بفقد الروح عند الموت.

وفي نظره ، سر جاذبيتها يكمن في غموضها ، فقد أحاطت عالمها باكسسواراتٍ لا معنى لها ، وبأزياءٍ مبالغ فيها، وبمساحيق تخفي ملامحها الحقيقية، حتى بدت غريبة عن نفسها وغامضة في محيطها، ويزداد تشبثها بغموضها يوماً بعد يوم ، مستقويةً به على الذكر الأقوى جسدياً، والأضعف أمام حالة الغموض المثيرة.

لذا كان همه البحث عن مفتاح القفل، ليفتح به قلبها على مصراعيه، فيعلن احتلاله وسيطرته الكاملة، فيتربع على عرشه بلا منازع، محققاً غريزته الفطرية في الاستحواذ، ممتلكاً أنثى بكل ما فيها حتى أسرار النفس وهماساتها، فيسد بذلك حالة الضعف أمامها.

ولكني لم أرَ رجلاً أعلن وصوله للسر المكنون، لذا ظل لغزاً محيراً يصعب تفسيره، ولازال الرجل يعيش حالة انبهار بغموضها، ولازالت تسعد بانبهاره بها، فتلك الحرب الباردة مستمرة بين المعسكرين، معسكر الغامضات، ومعسكر المنبهرين.

ومن المناسب أن أحكي لكم قصة قرأتها، تصف حال الرجل مع غموض المرأة، قصة ذلك الرجل المحب للإثارة والاستكشاف، حين قرر معرفة غموض المرأة وكشف أسرارها المستورة، فما كان منه إلا أن ذهب إلى حكيم لعله يجد صندوق الأسرار، ولكن الحكيم صده ورده، قائلاً:لن أُعطيك الجواب جاهزاً، وعليك بالبحث والمخالطة حتى تصل لما تبحث عنه.

رحل مستجيباً لنصيحة الحكيم، قاطعاً شرق البلاد إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، مخالطاً نساءاً شتا، ومن ألوانٍ مختلفة، وطبقات متفاوتة ، هدفه معرفة ما تخبئه هذه المخلوقة في نفسها، وتدفنه في قلبها، ولكن المخالطة والمعاشرة لم تؤتي أكلها، فلم يعرف إلا القشور المتشابهة بينهن جميعاً.

وبعد زمن رجع إلى الحكيم، مترجياً إراحة باله، وإشباع فضوله، وإجابة أسئلته، قابله الحكيم:لن تجد عندي الجواب، فقد كنت قبلك وطوال سنين عمري أبحث في أعماقهن، ولم أصل إلى السر والجواب، فكنتَ أنت بصيص الأمل، حين طلبتُ منك الإتيان بالجواب، فقال الرجل:ومن انت أيها الحكيم؟!، قال:”أنا التجربة الماضية، أنا التاريخ، أنا من عاشر النساء، وعرفت ثورتهن وغيرتهن، وضعفهن وقوتهن، وقوة عشقهن، ومدى خيانتهن واخلاصهن، ولكنهن لغز في جميع أحوالهن”.

ولأني أنحاز للرجال، فأعتقد بأن ثمة مؤامرة في حرب الغموض الوهمية، خططت الأنثى طوال السنين والأعوام لترسيخه في مخيلته، حتى تتغلب على استضعافها، وتلفت أنظاره، وتشغل تفكيره، فهذا غاية مرادها، وقمة سعادتها، ومن مصلحتها استمرار نظرة الغموض هذه، ولا تنسوا أيها الرجال:”إن كيدهن عظيم”.

وفي المقابل سيطرت الإثارة والفضول على تفكيره، فصدق وهم الغموض، واستثار لكشفه، فأصبحت الأنثى الغامضة بالنسبة له شكلاً بلا جوهر، ومفاتن بلا مشاعر، وسلعةً للتنافس والمتعة لا أحاسيس تحترم، ولأنه فشل في الوصول إلى أعماق الغموض، أصبح أكثر ضعفاً أمام جمالها أو استجمالها، وأكثر قوة مع من تبدو واضحة أمامه، صريحة في مشاعرها وأحاسيسها، من وهبت حياتها ونفسها له، وكرست سنينها لنيل رضاه، وضحت بالغالي والنفيس كي تصل بأسرتها لبر الأمان، فرفقاً بالقوارير أيها الرجال