أنباء اليوم
السبت 21 ديسمبر 2024 06:22 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

هل أصبح التفاخر والتباهي نمط حياة .. بقلم / أميرة عبدالعظيم

أميرة عبد العظيم
أميرة عبد العظيم


ظاهرة التفاخر والتباهي ظاهرة مجتمعية ولدت وكبرت على مر الزمان إلى أن أصبحت
نمط حياة يستطيع فيها الفرد تغيير جلده بحسب القعدة واللمه والصحاب.....

نحن نعيش في حقبه من الزمن تفشت فيها مظاهر التفاخر والفشخره الكذابه بصورة كبيرة

من الطبيعي أنه من حق أي إنسان أن يكون فخورا بنفسه معتدا بذاته واثقا من قدراته وامكاناته مادام يعمل ويسعى ويكد ويتعب في سبيل تحقيق ذاته وتطوير مهاراته بحيث يصبح شخصية فاعلة تنتج وتسهم في تنمية وتحديث مجتمعها.
وعلى سبيل المثال توجد أمثلة واصحة وتتحدث عن نفسها يحق للإنسان الفخر بها مثلاً أن يصل إلى درجة علمية عالية
أو سهث إستطاع تحقيق أهدافه ورؤيته ومن ثم رساله الارتقاء إلى أعلى المستويات بفضل الجد والاجتهاد، ومن نال التفوق في مجال ما وأهلته الموهبة التي حباه الله سبحانه وتعالى بها للتميز والوصول إلى مراتب عليا من الإنجاز.
هؤلاء جميعا من حقهم أن يفخروا بأنفسهم وبما حققوه من أعمال تخدم الإنسانية وترضي الله عز وجل.

الفخر إذن بما يمتلكه الإنسان من إمكانات ليس عيبا بل على العكس فهو يدفع إلى الأمام والى مزيد من النجاح والتميز باعتباره إحساساً داخلياً يعزز الثقة بالنفس ويحفزها على بذل الجهدةفقد بذل من الجهد مايؤهله لذلك.
ولكن العيب في التفاخر والتباهي هنا هو تلك الآفة التي تسيطر على البعض وتجعله يختال فخرا بما يملك أو لا يملك من إمكانات وتجعله يزهوا بنفسه أمام الآخرين سواء كان هناك ما يدعو لذلك أم لا، وقد يضطر من أصابه داء التفاخر في بعض الأحيان إلى الكذب والإدعاء بما ليس عنده متوهما انه يمتلكه حقا ذلك لأن خياله المريض يصور له أشياء غير واقعية على أنها حقيقة ماثلة أمام عينيه.

التفاخر يدعو الشخص إلى الإسراف الغير مرغوب فيه والبعد تماما عن الإعتدال المطلوب دوما في كل مناحي الحياة، فهناك البعض ممن يمتلكون القدرات المادية والذين يتبارون في البذخ حتى في أبسط أمور الحياة من ملبس ومأكل ناهيك بالطبع عن باقي أوجه الإنفاق على المسكن والتنزه ووسائل الانتقال، بالتأكيد فإن التمتع بما وهب الله الإنسان من نعم هو أمر مشروع غير أن ما يتم في الواقع يتجاوز تماما ما هو مشروع إذ إن كثيراً من أنواع الطعام يكون مآلها إلى صناديق القمامة بينما هناك في المجتمع نفسه من لا يجد قوت يومه، وفي حفلات الزواج نجد الكثير من المظاهر المبالغ فيها بحجة العادات والتقاليد، وإذا كانت هناك الكثير من التكاليف الباهظة والتي تسمح القدرات المادية للبعض بتحملها، إلا أن التكاليف نفسها تصبح مرهقة لكاهل البعض الآخر من الميسورين أيضا بل إنها تدفع الشاب للاستدانة حتى يستطيع مواجهة سيل المطالب التي يمكن التنازل ولو قليلا عن بعضها حتى تمضي الأمور على ما يرام من دون إرهاق مادي ومشكلات وأعباء تستمر في ملازمة الأسرة الجديدة مستقبلا..
يقول تعالى : {إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً}

إن ما يحدث من حب التفاخر وخاصة في أمور الزواج انعكس بآثاره سلبا على معدلات الزواج في مجتمعاتنا خاصة في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية والارتفاع الحاد في أسعار السلع، حيث إنخفضت إلى نسب مخيفة وهو ما ينذر بمشكلة إجتماعية خطيرة تترتب عليها زيادة أعداد غير المتزوجين من الشباب والفتيات زيادة كبيرة، والأمر نفسه يحدث في باقي الأمور الحياتية حيث يدفع حب التظاهر والتفاخر إلى تحمل نفقات أشياء تفوق الوضع المالي للشخص بكثير وهو ما يدخله في دوامة لا تنتهي من الاقتراض بل والعجز عن السداد وهناك الكثير من الحالات التى تجسد هذا الواقع المر، والتي غابت عنها القناعة بما رزقها الله سبحانه وتعالى، فاضطرت تحت إلحاح نفس تميل إلى التباهي بما لا تملك إلى مثل هذه الأساليب لتحقيق أهداف هي في حقيقة الأمر وقتية وعواقبها وخيمة في نهاية المطاف.