الدين المعاملة
ما أجمل أن يعيش الإنسان قى كنف ربه يأتمر بأوامره وينته عما نهاه عنه ، يؤدِ فرائضه ويتمسك بسنة نبيه صلي الله عليه وسلم، وإذا اختلط بالناس حوله سواء خرج إلى عمل أو التقى بأصدقائه وأصحابه أو زار أقاربه حافظ على ما هو عليه من دينٍ سليم وخلق قويم لا يقصِّر ولا يُغيِّر ولا يُبدّل ، ذلك هو الإنسان الرباني الذى يُحبه الله ويُحببه إلى خلقه، وهذا النوع من البشر موجود بيننا ولكنهم قليلون.
أما النوع الثانى من البشر –عافانا الله منهم- لا يحفظون لله عهداً ولا يتبعون لرسوله فضيلة أو خُلق سواء بين الناس أو عندما يختلون بأنفسهم فهم تحركهم غرائزهم وتسوقهم ملذات الحياة دون رقيب أو وازع من دين أو ضمير ، وهؤلاء أيضاً يتواجدون بيننا ولكنهم أيضاً قليلون.
أما أغلب الناس فهو الذي يتمسك بتعاليم دينه الأساسية من العبادات كالصلاة والصيام والزكاة ولكن إذا تعامل مع الأهل والأقارب والأصدقاء تخلى عن تعاليم الدين وأخلاقه وسنة رسوله وأصبح لا يري إلا مصلحته دون النظر إلى حِل أو حرمة هذه المصلحة ، فإذا تعارضت مصلحته الشخصية مع ثوابت الدين وسنة رسولنا الكريم لا يرى إلا مصلحته وكيفية تحقيقها وإذا ذكَّره أحد الصالحين بمخالفة ذلك لشريعة ربه وسنة رسوله غضب وأخذ يلوي عُنق الايات والأحاديث ليُثبت صحة موقفه وسلامة قراره ، وللأسف الشديد الكثير يقع فى تلك المنطقة الضبابية التى لا تنُم على سلامة الصدر ولا هداية الطريق فهذا الطريق لا يصل بصاحبه إلى مرضاة الله ولا يحقق له النجاة ، إلا إذا تاب توبة صادقة وندم على ما مضى وأن تكون شريعة ربه هى الرقيب على أفعاله وتعاملاته مع الخلق.