نجوم التنس بين أروقة المحاكم
رياضة التنس من الألعاب الفردية التي تتسم بالرقي في الآداء والتنافس الشريف مع بذل أقصى مجهود لتحقيق الفوز الذي لا يقلل من الاحترام المتبادل بين اللاعبين ودائماً ما كان يطلق على هذه الرياضة الراقية " لعبة العظماء " . . . ولكن للأسف الشديد وقعت حادثة غريبة عن الأخلاق الرياضة بصفة عامة وعن لعبة العظماء بصفة خاصة.
تعود الحادثة إلى شهر يونية من العام الحالي وخلال الدور قبل النهائي في بطولة سماش المطار للزوجي رجال ، كانت المباراة تسير بشكل طبيعي وأثناء اللقاء اصطدمت إحدى الكرات بوجه أحد اللاعبين مما أدى إلى توقف اللعب وسرعة استدعاء الطبيب وقام اللاعب المتسبب بسرعة الاطمئنان على اصابة زميله المنافس وقدم له الاعتذار عن هذا الخطأ الغير مقصود بالطبع، وتم علاج اللاعب المصاب وتم استكمال المباراة والتي انتهت دون أي مشكلات ولم يدون الحكم أي أحداث غير عادية من الممكن أن تكون قد أثرت على نتيجة المباراة ، ولكن أحد لاعبي الفريق المهزوم لم يتقبل الهزيمة ولم يصافح الفريق المنافس كعرف متبع فى كل المباريات ، بل وقام بالاحتكاك ببعض اللاعبين سواء المنافسين أو لاعبين آخرين كانوا يشاهدون المباراة وتعدى بالسباب على أحد اللاعبين مما أدى إلى حدوث مناوشات بالأيدى كانت سبباً في بداية أزمة بدون أي داعٍ..
بالطبع هذا الكلام غير مقبول في التنافس الشريف بين الرياضيين ولو توقف الأمر عند هذا الحد ربما قيل نرفزة ملعب ومرَّ مرور الكرام، ولكن تطورت الأحداث بتقديم شكاوى كيدية دون أدلة دامغة من اللاعب المعتدي إلى الإتحاد المصري للتنس والذي يترأسه اسماعيل الشافعي أحد عظماء اللعبة في مصر على مر التاريخ.
لم يقف الأمر عند تقديم شكاوى إدارية للاتحاد بل تطور الأمر – وهذا هو الأسوأ- إلى تقديم محاضر في أقسام الشرطة واظهار اصابة الملعب على أنها اعتداء جسدي بعد المباراة من زملائه اللاعبين . ولنا هنا وقفة . . . حيث كان من السهل على اتحاد اللعبة أن يدير هذه المشكلة بحكمة بأن يقوم بتحري الاحداث التى وقعت بعد المباراة بدقة وطلب تفريغ الكاميرات التى تغطي كل جزء من أجزاء الملعب وخارجه واستدعاء شهود الواقعة وهم أيضاً لاعبون تابعون للاتحاد وعليه يأخذ كل لاعب حقه بعدالة وانصاف ثم يتم تكليف لجنة لتنقية الأجواء بين جميع أطراف النزاع حيث أنهم جميعاً زملاء ملاعب وأبناء مدرسة التنس المصرية .
ولكن للأسف الشديد قام الاتحاد بخصم نقاط المباراة من الفريق الفائز رغم عدم وجود ما يدين الفريق الفائزسوى شكوى الفريق المهزوم .
وبدلاً من أن يقوم الاتحاد بحل المشكلة وتهدئة الأجواء ونبذ التعصب والتشجيع على سيادة الروح الرياضية والمنافسة الشريفة وتقبل الهزيمة الرياضية بشرف صدر قرار من الاتحاد بإيقاف بعض اللاعبين لمدة عام كامل ، ويعتبر هذا القرار الصادر من الجهة الإدارية المسئولة عن إدارة اللعبة داخل جمهورية مصر قراراً صادماً ولا يحقق العدالة ولا يخدم تلك الرياضة الراقية ، ولولا التقصير فى التحقيقات وعدم اتخاذ الاجراءات الصحيحة الجلية التى تعطى الحق لأصحابه وتحاسب المخطئ على فعلته لما صدرت مثل هذه القرارات، خاصة وأن هؤلاء اللاعبين من أصحاب المراكز الأولى ومن نخبة لاعبى التنس المصري المشهود لهم بالكفاءة الرياضية والأخلاق العالية ولم يسبق لهم افتعال أية مشكلات أو أزمات .
ونحن هنا لسنا مع أو ضد أحد من اللاعبين ولكننا مع العدالة التى انتهكت وادارة لم تتخذ الاجراءات الكاملة والسليمة لحصول كل لاعب على حقه كاملاً دون تضحية ببعض اللاعبين لحساب آخرين ، أتمنى أن يقوم الاتحاد المصري بدوره المنوط به وهو حماية اللاعبين وتنظيم شئون اللعبة بما يحقق العدالة ويرفع من شأن اللعبة ومستوى اللاعبين وأن يقوم بتشكيل لجنة من الحكماء تقوم بفض المنازعات بين اللاعبين ولا تسمح بخروج مشاكل الملاعب إلى أقسام الشرطة والقضاء حيث يؤثر ذلك على سمعة تلك اللعبة التى كانت وستظل لعبة راقية يلعبها العظماء وليس مرتادي الأقسام والمحاكم وكذلك على أولياء الأمور أن يراعوا مستقبل أبنائهم وعدم الزج بهم فى طرق وأحداث تشغل تركيزهم وتبعدهم عن التفكير بهدوء فى رياضتهم المحببة وكذلك يجب على أولياء الأمور تزكية روح المحية والاخوة والزمالة والمنافسة الشريفة لدى أبنائهم والبعد كل البعد عن العداوة والتخاصم والتشاحن.