جولد بيليون: الذهب يتراجع لأدني مستوياته في 5 أسابيع
تراجع أسعار الذهب في مصر بعد أنباء تأجيل مراجعة صندوق النقد للاقتصاد الوطني
وسع الذهب من خسائره للجلسة الثالثة على التوالي ليسجل أدنى مستوياته منذ 5 أسابيع ليكسر المستوى النفسي 1900 دولار للأونصة، وذلك بعد تصريحات من عضو الفيدرالي تزيد من فرص استمرار الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة أطول من الوقت.
يتداول الذهب الفوري وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1896 دولار للأونصة، وذلك بعد أن سجل أدنى مستوى اليوم عند 1895 دولار للأونصة منخفضاً بنسبة 0.2%، وبذلك قد حقق انخفاض منذ بداية الأسبوع بنسبة 1.5%.
وخلال شهر سبتمبر انخفضت أسعار الذهب بنسبة 2.2% وذلك بسبب تغير توقعات الأسواق بالنسبة لمستقبل السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي بعد اجتماعه الأخير، الذي شهد توقع البنك برفع جديد للفائدة قبل نهاية العام واستمرار الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة أطول من الوقت، بالإضافة إلى توقعات أعضاء البنك بانخفاض الفائدة في 2024 بواقع خفضين فقط بعد أن كانت التوقعات تشير إلى 4 مرات من الخفض خلال العام القادم.
وكان عضو البنك الفيدرالي نيل كاشكاري بأن قرار البنك برفع الفائدة ربع درجة مئوية قد يكون مطروح قبل نهاية العام، قبل أن يحافظ البنك على الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة أطول من الوقت، وأشار كاشكاري أيضاً إلى احتمال بنسبة 40% أن يلجأ البنك الفيدرالي إلى رفع الفائدة في الفترة المقبلة من أجل الوصول إلى مستهدف التضخم عند 2%، بالإضافة إلى هذا فقد انخفضت ثقة المستهلك الأمريكية إلى أدنى مستوياتها منذ أربعة أشهر خلال شهر سبتمبر ليسجل المؤشر 103 درجة بأقل من القراءة السابقة بقيمة 108.7.
استمر الدولار الأمريكي في الارتفاع ليسجل اليوم أعلى مستوى جديد منذ 10 أشهر وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، حيث ارتفع المؤشر منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.6%.
الدولار وعائد السندات يضغطان على الذهب
الدولار يجد المزيد من الدعم سواء من توقعات رفع الفائدة من جديد قبل نهاية العام واستمرار الفائدة عند أعلى معدلاتها لفترة أطول من الوقت، بالإضافة إلى ارتفاع عوائد السندات الحكومية عند مستويات قياسية، حيث ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات سجلت يوم أمس أعلى مستوى لها منذ 16 عام عند 4.564% حيث شهدت ارتفاع منذ بداية الأسبوع بنسبة 1.6%.
ارتفاع عوائد السندات يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب لأن المعدن النفيس لا يقدم عائد لحائزيه، بالإضافة إلى أن قوة الدولار الأمريكي تضغط بالسلب على أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية بينهما.
الذهب يفقد دوره كملاذ آمن في الأسواق المالية
وترى جولد بيليون أن البيئة الحالية في الأسواق المالية معادية للذهب بشكل كبير، ففي ظل ارتفاع عوائد السندات وارتفاع الدولار لمستويات قياسية لا يجد الذهب أي فرصة لتحقيق المكاسب، بل ويفقد دوره كملاذ آمن في الأسواق المالية أيضاً لصالح الدولار الأمريكي الذي يعد أكثر فائدة وآمناً من الذهب حالياً بالنسبة للمستثمرين.
يتضح هذا من أزمة الاغلاق الحكومي الوشيكة في الولايات المتحدة والتي كان من المفترض أن تزيد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن في الأسواق، ولكن الذهب قد تجاهل هذه الأزمة بشكل كامل ليستمر في الهبوط منذ بداية الأسبوع.
أمام الكونجرس أقل من أسبوع لتمرير مشروع قانون الإنفاق وتجنب الإغلاق. لكن زعماء الجمهوريين والديمقراطيين أشاروا إلى أنه لم يتم إحراز تقدم يذكر نحو التوصل إلى توافق في الآراء.
وقد أصدر بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس تحذير من حدوث اغلاقات متعددة للحكومة الأمريكية، وأن الاغلاق الوشيك للحكومة قد يستمر لأكثر من أسبوعين وأن يتكرر الأمر الذي قد ينتج عنه المزيد من المخاطر التمويلية للحكومة.
وكالة موديز للتصنيف الائتماني أشارت في تقرير لها أن اغلاق الحكومة الأمريكية سيضر بتصنيف البلاد الائتماني وذلك بعد شهر من خفض وكالة فيتش لتصنيفها الائتماني لحكومة الولايات المتحدة بسبب أزمة سقف الديون التي تم حلها في الساعات الأخيرة.
يذكر أن وكالة موديز هي آخر وكالات التصنيف الائتماني "الثلاث الكبرى" التي لا تزال تمنح الولايات المتحدة تصنيف AAA مع نظرة مستقبلية مستقرة.
أسعار الذهب في مصر
استمر التذبذب في أسعار الذهب بمصر على الرغم من التراجعات الحالية في السعر العالمي للذهب، يأتي هذا في ظل عدم وضوح مستقبل سعر صرف الجنيه خلال الفترة القادمة بالإضافة إلى تراجع في الطلب المحلي على الذهب خلال هذه الفترة.
وافتتحت أسعار الذهب تداولات اليوم الأربعاء عند المستوى 2207 جنيه للجرام عيار 21 الأكثر شيوعاً قبل أن يعود إلى التراجع إلى المستوى 2205 جنيه للجرام ليعود إلى الارتفاع والتداول حالياً عند المستوى 2210 جنيه للجرام.
الترقب هو السائد حالياً في الأسواق بشأن مستقبل سعر صرف الجنيه خاصة بعد أخبار عن دمج المراجعة الأولى والثانية لصندوق النقد الدولي على أن يتم تحديد موعدها قبل نهاية العام الجاري، الأمر الذي يؤجل قرار تعويم سعر الصرف حتى نهاية العام.
هناك العديد من المقترحات بشأن مستقبل التعاون مع صندوق النقد الدولي وحدوث مراجعات البنك قبل أن تتمكن مصر من صرف شرائح جديدة من قرض صندوق النقد الدولي البالغ 3 مليار دولار.
يتسبب هذا في عدم وضوح في الأسواق وعدم انتهاء أزمة سعر الصرف واستمرار الفجوة الحالية بين سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية والسوق الموازية والتي وصلت لقرابة 10 جنيهات بين السعرين.
في الوقت نفسه تعاني أسواق الذهب من تراجع في الطلب خلال هذه الفترة بينما يشهد المعروض من الذهب استقرار إلى حد ما وذلك في ظل مبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمركية التي ساهمت في دخول 2000 كيلو ذهب منذ بداية المبادرة في 11 مايو الماضي وحتى 24 سبتمبر الجاري.
هناك مطالبات كثيرة بتمديد فترة مبادرة واردات الذهب والتي من المقرر أن تنتهي في نوفمبر القادم، وذلك في ظل الاستقرار الذي حققته في أسواق الذهب وتقليل فجوة التسعير بين السوق المحلي والسوق العالمي.
هذا وقد ارتفعت مشتريات المصريين من الذهب بنسبة 46.3% خلال النصف الأول من العام الحالي لتصل إلى أكثر من 33.5 طن من الذهب مقارنة مع 22.9 طن خلال نفس الفترة من العام الماضي وفقاً لبيانات مجلس الذهب العالمي.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
استمر تراجع أسعار الذهب ليكسر المستوى النفسي 1900 دولار للأونصة ويتداول ضمن مناطق المستهدف الأول حول 1892 دولار للأونصة على الرغم من التشبع البيعي الكبير في المؤشرات الفنية.
الهدف القادم للذهب في حالة استمرار الهبوط سيكون عند منطقة 1885 – 1880 دولار للأونصة وفي حالة كسر هذه المنطقة يصبح المستهدف الرئيسي عند 1860 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي فنجد أنه يستمر في التحرك فوق المستوى 2200 جنيه للجرام عيار 21 حيث يستمر التذبذب والتحركات الضعيفة للذهب عند نفس المستويات مع استمرار الحذر وتراجع الطلب على المعدن النفيس.
الجدير بالذكر أن استجابة السعر المحلي للعالمي تبقي أسعار الذهب بالقرب من المستوى 2200 جنيه للجرام، ولكنه مع وجود حافز مناسب من المتوقع أن يعود إلى التعافي مستهدفاُ المستوى 2225 جنيه للجرام ومن بعد المستوى 2250 جنيه للجرام.