طرقات الحياة الصعبة
في فترات من حياتنا أحياناً تلقي بنا الحياة على طرقات مقفرة مظلمة وعرة ، ولا تعبأ بنا وننادي عليها ونصرخ بأعلى صوتنا وتتركنا وتخذلنا، ثم نستسلم للأمر الواقع،وتتعثر قلوبنا كثيراً في غياهب الألم والخوف والخذلان وتشعر بالوحشة، وتكاد زفراتها تخرج من أضلاعها لتعانق الغيوم،ونتذكر قصة النبي يوسف عليه السلام والتي كانت عبرة لنا مابين غياهبات الجب والسجن ثم أكرمه الله وأصبح نبياً وعزيزاً لمصر ،ولذلك حينا نشعر بالحيرة والألم نرفع أيدينا لله ونشكي له الحال طالبين منه العون ونجده يغيث قلوبنا بأقدار أجمل ويتغير الحال للأفضل، ونجد بأن الطرقات المقفرة قد أخذت تزهر بعد قطرات المطر اليومية ،وأن الخواء الذي بداخلنا وحولنا قد تلاشى وأننا قد أخذنا نسمع صخب الحياة وصوت الفرح من غناء العصافير والحمام وصياح الديكة وأختفى الخوف من ذلك المكان، وأن الله قد أرسل لنا من يأخذ بيدنا ويقلنا من عناء تلك الطرق الموحشة، إلى نوره ونعمه وفضله ورحمته.