هبة قاسم تكتب : أخطر أنواع الإدمان ينتهك حرمة بيوتنا
الـ تيك توك جائحة صينية اخطر من فيروس كورونا فهو أحد برامج المتعة والترفيه علي النفس التي ظهرت منذ سنوات قصيرة ، يتميز بعدم الخضوع لأي نوع من أنواع الرقابة المعرفية أو الأخلاقية، تطبيق إلكتروني قام باستخدمه العديد من الاشخاص ، كنوع من المتعة والترفيه على النفس ، حتى تمادى الكثير في تصوير ونشر مقاطع فيديوهات متنوعة قائمه على السخرية، ونشر الرزيلة والفواحش وعلى رأسها الإيحاءات الجنسية التي تثير الغرائز الجنسية لدى الرجال والنساء، وهي من قبيل إشاعة وترويج الفاحشة بين الناس.
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النور:19).
فقد حرم الله شرعاً السخرية علي البعض ونشر الرذيلة وتتبع عورات الناس وامرنا بغلق كل باب يطرق هذه المحرمات والابتعاد عنها ، ومن يعتقد أن السخرية كالنقد فهذا خطأ كبير لان الفرق كبير بينهم فالنقد المهذب مباح لامحرم.
فقد تزايد عدد مستخدمي برنامج التيك توك بشكل مخيف في مدة زمنية قصيرة حيث أعلنت شركة Tik Tok أن عدد الناشطين بالبرنامج شهرياً تجاوز تقريباً المليار شخص حول العالم ...مليار شخص استحوذ هذا البرنامج على عقولهم دون وعي ولا إدراك لما يقدمونه أو يشاهدونه !!
وللاسف الشديد تساهل أغلب الأباء وسمحوا لأبنائهم المراهقين باستخدام هذا التطبيق حتى صار الأمر صعب السيطرة عليه ...بالاضافة الي كثرة الفراغ وحلم الثراء والشهرة الذي يرواد الكثير من فئات المجتمع مع اختلاف الأعمار.
أجيال كثيرة أفسدها التقليد الأعمى قاموا بتقليد أشخاص مختلفين عنا في العادات والتقاليد ... أجيال لم يعد لديهم الصبر لينالوا ما يحلمون به، بطرق صحيحة لتحقيق مستقبل أفضل متوج بالكرامة واحترام النفس ورضا الله.
فانتشر وباء الـ تيك توك حتى أصبح إدمان أكثر شراسة من إدمان المخدرات والكحوليات عند الكثير؛ فما نراه هذه الأيام ماهو إلا محتوى غير مفيد يدل على قمة الجهل والإنحطاط الذي وصلنا إليه، فوالله لقد تطورت وتحضرت الآلات عنا نحن البشر!
كبار وصغار اصبح برنامج الـ تيك توك مسيطر عليهم، بشكل هستيري يستغرقون أوقات كثيرة في متابعته ، وهو الأمر الذى يؤثر عليهم بطريقة سلبية كبيرة، برنامج واحد استطاع في مده قصيرة إغواء عقول الملايين بل وقادهم بمنتهى السهولة لعمل ونشر مقاطع فيديوهات لشباب وشابات يرقصن على أغاني مختلفة، بملابس فاضحة وحركات ساخرة ومثيرة انعدمت منها المبادئ والأخلاق، شباب تحولن لإناث ترقصن ويتمايلن بطريقة شاذة وضد طبيعة الرجال وفتايات ترقص في مختلف الشوارع بأحضان رجال وشباب مراهقين وأشخاص تتلاعب بمصير ومستقبل الأبرياء باستخدام اساليب الدجل والشعوذة وآباء مستغلين لأبنائهم الصغار فاقدوهم برائتهم وفيديوهات السخرية والاستهزاء ، وزوجات برفقة أزواجهم يستعرضون حياتهم الشخصية حتي داخل غرف النوم، وكبار السن الذين ألهتهم الدنيا، نسوا الله فأنسٰهم الله أنفسهم، كل هولاء اعتقدوا أن القبح والرقص والعري الفاضح هو أمر عادي يقوم به الجميع ولا عيب فيه طالما هناك جمع مشاهدات تجلب الثراء و الشهرة والتريند الذي أصابهم بالهوس!!
والغريب في الأمر أن اغلب الآباء تتعجب من أن أبنائهم أصبحوا أغلب الأوقات في حالة من العزلة والإنطواء لساعات طويلة داخل غرفهم بالإضافة إلى اهدار وتضييع الوقت والجهد واستنزاف الأموال في باقات النت أو شراء المنتجات التي ليس لها أي قيمة إلا بالفيديوهات التافهه، ولايدركون أن الـ تيك توك هو السبب الرئيسي!! وهم السبب في البداية حينما سمحوا لهم باستخدام هذا التطبيق اللعين فعلي كل الأباء متابعة أبنائهم وتوجيهم نحو كل ماهو مفيد وهادف وأنه ليس شرطاً أن كل مانراه ويعرض نقوم بتقليده دون مرعاة حدود الله وأن التمسك بالقيم والأخلاق والمبادئ الحميدة لايعد تأخراً أو جهل بل هو قمة التحضر ،ومساعدة الأبناء على تنمية مهارتهم وقدراتهم الذهنية وتوظيفها بطرق صحيحة مشروعة وتعليمهم أن الثراء الذي لم يأتي من جهد وتعب لاقيمة له وأن الإنسان يموت ولا يموت عمله وسيرته بالدنيا سواء كانت خير أو شر، اتقوا الله في أبنائكم فكل راعي مسئول عن رعايته واتقوا الله في أنفسكم وليوم ترجعون فيه إلي الله.