أنباء اليوم
الأحد 8 سبتمبر 2024 04:36 صـ 4 ربيع أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

التكية المصرية

بقلم الباحثة - أميرة عبد العظيم

مصر كانت وستظل مهد الحضارات وأم الدنيا وساحة رياض للعالم العربية

لم تكن مصر أبداً دولة فقيرة وإنما هى دولة غنية عزيزة بمقدراتها التى حباها الله بها

أسعدنى الحظ اليوم بأن أقرأ عن التكية المصرية

وحينما قرأت زاد تفاعلى كثيرا وكم إزددت شموخا وإعتزازا وودت أن تشاركنى قارئ أنباء اليوم في هذا الفخر والإعتزاز ببلدنا العزيزة مصر

عزيزي القارئ ماذا تعرف عن التكية المصرية ؟

التكية المصرية أو ماكانت تعرف بالمبرة المصرية هي مكان تُصنع فيه الأطعمة وتقدم للحجاج والمعتمرين القادمين إلى الحرمين من شتى بقاع العالم الإسلامي وكذا مكان لإقامة المنقطعين وبعض من موظفى الدولة المصرية.

وللحكاية تاريخ…فالتكية المصرية بناها محمد على باشا (1769 ـ 1849)، حاكم مصر عام 1238 هجريا، 1822 ميلاديا فى مكة لخدمة فقراء الحرم المكى من جميع الجنسيات، وذلك عقب دخول جيوشه الأراضى الحجازية عام 1811 ميلاديا. وإبان فترة حكم نجله إبراهيم، أمر بإنشاء «تكية مصرية» أخرى فى المدينة المنورة بمنطقة «المناخة». وكانت «التكية» مزودة بالإعدادات اللازمة من مطابخ وأفران، بجانب المخازن، وكان يرسل لها كميات وفيرة من القمح والأرز واللحوم فضلاً عن رواتب الناظر والعمال القائمين على «التكية». وكانت وزارة الأوقاف المصرية مصدر هذه المصاريف.وهى أحد أهم الشواهد التاريخية في المملكة المصرية على خدمة الحجاج والمعتمرين.

قام محمد على باشا الكبير بتشييدها وبنائها داخل أراضي الحجاز في مكة المكرمة والمدينة المنورة في سنة 1238 هجرية 1822 ميلادية.

وظل الحجاج يعتمدون على ما ترسله مصر سنويا من خيرات ومخصصات للحرمين الشريفين وللأشراف والقبائل العربية فيما عرف باسم مخصصات الحرمين والصرة الشريفة.

خصص محمد علي هذه التكية لخدمة فقراء الحرم المكي من جميع الجنسيات والشعوب المختلفة الذين أعوزتهم الحاجة ولا يجدون مأوي يأوون إليه ولا يجدون طعاما يقيمون به أودهم.

وكان للتكية ناظر ومعاون وكتبة يقومون جميعا بخدمة الفقراءةكما كان بها طاحونة لطحن القمح يتناوب إدارتها أربعة بغال لطحن القمح، وفيها مطبخ واسع به ثمانية أماكن يوضع عليها أوان ثمان من ذات الحجم الكبير وبها مخبز ذو بابين يخبز به العيش ومخزن وحجر للمستخدمين.

وفي مدة الحج يسكنها بعض عمال المحمل كالطبيب والصيدلي وكاتب القسم العسكري ،وكانت خدمة تكية مكة والإنفاق عليها ميدانا للتسابق بين حكام أسرة محمد علي.

كانت التكية تضم أيضا مكتبة ومدرسة ويوجد بها أطباء لمعالجة المرضى سواء المقيمين والأهالي والوافدين وقد حظيت التكية بالعناية التي خصها بها والي مصر محمد سعيد باشا وأوقفت 4751 فدانا فقط للتكية المصرية في مكة والمدينة المنورة، وبعد وفاة محمد سعيد باشا جاء الخديوي إسماعيل الذي أمر بزيادة الأرزاق من أموال ومحاصيل زراعية للتكية المصرية.

وفي التكية بيوت أدب (حمامات) وصنابير ماء ومكان جميل مفروش في وسط بركة ماء صناعية (فسقية) ويجلس به أمير الحج وأمير الصرة وكاتب حينما يصرفون المرتبات وبعد قيام ثورة يوليو وانتهاء أسرة محمد علي باشا من الحكم استبدلت وزارة الأوقاف اسم التكية المصرية باسم (المبرة المصرية) وذلك عام 1374هـ.

أما عن معمارها وهيئتها، فقامت «التكية المصرية» على قطعة أرض بطول 89 مترا وعرض 50 مترا، وكانت مؤلفة من دور واحد. وملحق بالمبنى طاحونة مخصصة لطحن القمح، فضلا عن موقع مخصص لإعداد الطعام وهو «مطبخ» يتسع لتسوية ثمانى قدور عملاقة. وبخلاف المخزن المخصص لاستقبال الخيرات الوافدة من الأراضى المصرية، كانت «التكية» عامرة بحجرات لاستقبال الزوار الراغبين فى قسط من الراحة خلال فترة أداء شعائر الحج، وموقع معد لتقديم الرعاية الطبية لمن تستدعى حالته الصحية شيئا من المتابعة. ومع هذه الخدمات كلها، كان هناك مكان مخصص لإقامة أمير الحج، وآخر لإقامة ناظر التكية.

وكان يدير التكية ناظر مع معاون له، بجانب كاتب القسم العسكرى، وطبيب، وصيدلى، وعدد من الطهاة، والعمال، والسقايين. وكانت «التكية» تقدم حوالى 400 وجبة تزيد إلى 4 آلاف وجبة يوميا فى رمضان. وكانت «التكية» تعد وجهة أساسية للحجاج المصريين كل عام، تقدم لهم الطعام والرعاية الطبية والمأوى طوال فترة الحج.

كان عدد المستفيدين من التكية المصرية في الأيام العادية يصل إلى حوالي 400 شخص، تزيد في المواسم كشهر رمضان وموسم الحج لتصل إلى 4000 شخص، ومع تناوب حكام مصر المختلفين ظل الأهتمام بالتكية المصرية من أهم أولوياتهم حتى عهد الملك فاروق الأول، ولكن التكية المصرية فى مكة اختفت إثر هدمها عام 1983، بعد 150 عاما من لعبها دورا محوريا فى تقديم الدعم الخيرى لفقراء المسلمين من الحجاج وغيرهم.

هذه هي مصر التى وجب علينا جميعاً أن نفخر بها وأنك كمواطن مصرى عليك أن ترفع رأسك فى أى مكان لأنك مصرى،فخر وعزة وكرامة