ملامح لها معنى
بقلم الباحثة - أميرة عبد العظيم
ماذا تفعل عندما يضيق صدرُك وتريد أن ينطلق لسانك
بِمَ يجول بخاطرك.
إن أول ما تفكر فيه هو أن تَذهب إلى طبيب نفسي
ولكن ماذا لو أنك غيرت وجهتك
وأخذت قراراً يقضي
بالذهاب إلى البحر...
وعندما تَهُم بالذهاب إلى هناك إتخذ لنفسك ركناً هادئاً وإبدأ فى التحدث معه وإفشى بأسرارك حُلوُها ومُرّها
ولتعلم علم اليقين أنك مع البحر فى مأمن فكن مطمئن
البحر يُغرق كل مايُلقَى فيه ولايُعيده تارةً أخرى
نعم فأنا عندما أجلس أمام البحر أجده يستقبلنى بصدرٍ رحب بل ويجبرنى على الحديث فكيف لا تتحدث معه وأنت فى تلك الخلوة الخالية من المؤثرات الخارجية التى قد تكون حاجزاً بينك وبين لحظة المحاكاة الصادقة مع النفس .
فالبحر من مخلوقات الله العظيمة التي تحوى من النعم الكثيرة مالا يعد ولا يحصى
ووجب علىّ التءكرة بأن البحر قد ذُكر في القرآن الكريم نحو أربعين مرة وفي جُلِّ هذه الآيات تذكير بنعمة البحر التي وهبها الله تعالى لعباده وما فيه من فوائد ومصالح لحياة الإنسان ليقدره قدره ويحافظ عليه.
قال تعالى :وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ البَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِياًّ وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ فخيرات البحر عظيمة لا تقل عن خيرات البر.
وقال عز وجل وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ فقد تزاحم الناس في الماضي على الأرض اليابسة وتسابقوا من أجل الإستيلاء على أكبر قدر ممكن منها وها هم اليوم يتزاحمون على البحار ويتنافسون عليها
وما ذلك إلا لما ظهر وتكشف ما فيها من خيرات وثروات.
كماقال سبحانه مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ.
أليست هذه البحار من النعم العظيمة في الوجود؟
ولهذا كان القرآن الكريم يذكرها بأنها من آيات الله الدالة على قدرته وعلى عنايته بخلقه ورحمته بهم أفلا تستحق أن نشكرها بالمحافظة عليها والإستفادة منها على الوجه الصحيح؟