أنباء اليوم
الإثنين 18 نوفمبر 2024 10:39 مـ 16 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
نقابة الإعلاميين تتخذ الإجراءات القانونية والقضائية ضد داليا فؤاد والقاهرة والناس ”القابضة للمطارات والملاحة الجوية” تشارك في الجمعية العامة لاتحاد شركات الطيران الإفريقية مصدر أمني ينفي مزاعم جماعة الإخوان الإرهابية بشأن إتفاق عدد من الأشخاص علي شراء قطع أثرية كيف يتعزز الوصول إلى التمويل في عصر التحول الرقمي؟ تطوير أقدم حرفة بأحدث تقنية خلال معرض ومؤتمر ”Cairo ICT 2024” مصر تتصدر مشهد التحول الرقمي وتعزز الشمول المالي بالتكنولوجيا المتطورة لويس دي لا فوينتي يعلن تشكيلة إسبانيا لمواجهة سويسرا بدوري الأمم الأوروبية على هامش قمة مجموعة العشرين يلتقي الرئيس السيسي مع رئيسة تنزانيا الرئيس السيسي يلتقي سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي على هامش قمة مجموعة العشرين الدكتور أسامة الأزهري : خطوة على طريق الإصلاح للشئون المالية لأبناء وزارة الأوقاف شركة أچنا للتنمية العمرانية تطلق مشروع ”Eastville” في التجمع الخامس باستثمارات تبلغ 5 مليار جنيه عاجل| الرئيس السيسي يلقي كلمة خلال الجلسة الأولى لقمة مجموعة العشرين ”الشمول الاجتماعي ومكافحة الجوع والفقر” بالبرازيل

قائمة المنقولات جدل وانقسام ما بين الإلغاء والتوثيق

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ورقة عرفية استقر المصريين على كتابتها ، قد تجمع زوجان ، أو تنهي حب ، بل و تتحكم في مصير إثنين أرادوا البقاء معا ، ورقة .. ، تُبني عليها آمال وأحلام ، أو تنهار في لحظة ..وما زال المجتمع المصري يتداول موضوع «قائمة المنقولات الزوجية ما بين مؤيد ومعارض ، وأصبحت شغلاً شاغلاً للكثير من الشباب والآباء ، حيث جرى العرف عند إتمام الزواج أن يتفق العريس مع أهل العروس على قائمة ، يدون فيها جميع المشتريات التي اشتراها كلا منهما ، بحيث تصبح بمثابة عقد بين طرفين ، يقر فيها الزوج حق من حقوق الزوجة وضمانة لها ، بتسلمه ما دوّن بها ، حيث تعتبر عقداً يعاقب القانون المصري على خرقه بالسجن ، ويكون تصنيف التهمة تبديد المنقولات .فيما يرى البعض الآخر ، ضرورة تفادي التلاعب الذي يتم من خلال تلك الوثيقة ، برفض التوقيع عليها ، أو بتحمل العريس جميع تكاليف تجهيز عش الزوجية كاملاً ، على أن يدفع لها صداقها كما هو مقرر في شريعة الإسلام .

يقول "محمد عمر" مهندس : «قائمة المنقولات ماهي إلا ورقة لا تمنع الرجل من الطلاق ، ولكن تسمح بالاستغلال من قبل ضعاف النفوس ، وهناك أشخاص ليس لهم مرجعية دينية أو ضمير .

وأضاف : يجب إلغاء تلك الورقة ، بتجهيز الرجل منزل الزوجية دون الرجوع للزوجة ، وإعطائها مهراً كما حدد الشرع .

يقول آخر "عمرو هاشم" نائب مدير أحد الشركات : «الأب الذي يتنازل عن حق ابنته ، فهو يتنازل عن حق ليس من حقوقه ، ويعد ظالماً لها ، فعند الخلاف يغيب الحق كما يغيب الحب والإحترام ، فلا مجاملة في ذلك ، فالتنازل عن الحق من علامات الضعف ، وإذا حدث مكروه هل يضمن الأب لها أنها لن تشرد هي وأبنائها؟

بينما تصف "رضوى محمد "معلم مواد فلسفية: القائمة بأنها «ضمان لحق الزوجة إذا تعرضت للظلم ، وإذا أجبرتها الظروف على الإنفصال ، ولابد من إثبات حقوق الزوجة ، وخاصةً وأنها تشارك مع الرجل في كل شئ ، وأحياناً بالنصف ، وقد تتغاضى أيضا عن شبكتها مقابل خاتم الدبلة .

بينما تشير "منة حسن" موظفة : «إننا بصدد موضوع يهدد إستقرار المجتمع ، لما يعكسه من صراعات بين الأزواج وكذلك الأهل ، وتعد من المشاكل العويصة التي تواجه القضاء المصري ؛ نظراً لسوء استخدامها وغياب الوازع الديني لدى البعض ، ولكن أنا من مؤيدي كتابة قائمة المنقولات بلا زيادة أو نقصان كضمان لحق المرأة.

صارت حالة من الجدل والإنقسام حيال هذا التقليد في الشارع المصري ، لذلك تحدثت «جريدة أنباء اليوم المصرية» إلى الشيخ «خالد القط» من علماء وزارة الأوقاف والذي قال : «إن قائمة المنقولات أمر تقره الشريعة الإسلامية نظرا لما يترتب عليه من ضمان لحقوق الزوجة ، صحيح هو أمر استحدث فى هذا الزمان ، نظراً لفساد ذمم البعض وإنكارهم لحقوق الآخرين ، فكانت هذه الوثيقة بمثابة ضمان للحقوق ، فقد أخرج الطبراني وغيره بسند حسن ، قول النبي صلى الله عليه وسلم (ما رآه المسلمون حسنًا فهو عندَ اللهِ حسنٌ).

وأضاف : «إن الأصل في الزواج أن يؤسس الزوج بيت الزوجية ، وأن يدفع لزوجته مهراً حقا خالصاً لها ، حيث قال الله تعالى ( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا) ، ولكن جرى العرف أن تساهم المرأة فى تأسيس بيت الزوجية من مالها مع زوجها ، بل هي تقبض المهر وتضعه فى تأسيس البيت ، فكانت قائمة المنقولات بمثابة عوض وبديل عن مهرها.

وأما عن السؤال الذى يتردد كثيراً ونراه أمامنا متكرراً ، وهو رفض بعض الأزواج التوقيع على قائمة المنقولات ، بل ويرون ذلك من باب الإهانة والإساءة إليهم ، فقد أكد «الشيخ خالد القط» على أن : «حقيقة الأمر ليست كذلك ، فكل ما من شأنه أن يضمن حقوق الناس ، ما ينبغى لأحد رفضه أو إنكاره ، فإحقاق الحق أقوى من أي ادعاءات.

كما علق على موقف إساءة استخدام قائمة المنقولات من جانب الرجل والمرأة ، وخاصةً في حال النزاع بين الزوجين وقال : «ينبغى على الطرفين أن يتقيا الله سبحانه وتعالى عند كتابة قائمة المنقولات ، فلا يزيد ولا ينقص عن الحقيقة ولا يستحل طرف لنفسه حق غيره بغير حق ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمً) .

وأكد على أنه : « ينبغى عند الخلاف والنزاع ، أن يتحلى الطرفان بضبط النفس والتسامح ، تقديراً للحياة والعشرة التى كانت قائمة بينهما ، لأن هذه الخلافات والنزاعات أمر بلا شك يسبب صداعاً كبيراً للأسر والمجتمع عموماً ، قال الله تعالى : ( وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير) .

وفي النهاية أشار «الشيخ خالد القط» إلى أن : « بعض أولياء الأمور يغضون الطرف عن قائمة المنقولات ، ويتساهلون مع الأزواج ، حيث يقول الأب ، أنا أعطى هذا الرجل أغلى ما عندي وهي ابنتى ، ثم بعد ذلك أبحث عن منقولات ؟! ، والحقيقة أن رد فعل الأزواج هنا متباين ، فأكثرهم يقدر هذا التصرف والفعل الكريم من ولي أمر الزوجة ، بل ويعده جميلاً ومعروفاً مدى الحياة ، ولكن لا تخلو الحياة من مستغلين انتهازيين ، لا يبالون بمن أحسن إليهم ممن أساء.

ومن جانبه أوضح رامي فكري المحامي بالنقض : «أنا شخصياً أؤيد فكرة القائمة ، لأن الأصل أن الرجل يقوم بتأسيس منزل الزوجية حسب مقدرته ، ويقوم بدفع مهر للزوجة ، ومؤخر الصداق يعطيه لها في حياتهم الزوجية ، ولكن الظروف الاقتصادية التي جعلت تكفل الرجل بتأسيس بيت الزواج أمراً شاقاً ساهمت على مر السنوات في جعل عادة القائمة عرف مقبول اجتماعياً ، فبالتالي أصبح من حق الزوجة المنقولات كاملة في حالة الطلاق والمؤخر ونفقه العدة ونفقة المتعة وذلك شرع الله .

وتابع فكري حديثه «لأنباء اليوم» مؤكداً على أن : « قائمة المنقولات تابعه للأحوال الشخصية ، ولها دعوى تسليم بأكثر من طريقة ، كحصول الزوجة على حكم من محكمة الأسرة يقتضي تسليمها قائمة المنقولات أو قيمتها مقدرة بالمال ، وذلك بعد تقدمها برفع دعوى إلزام زوجها برد تلك المنقولات ، وبما أنه وقع علي القائمة فهي من حق الزوجة وهي أمانة عنده» .

ولفت فكري إلى أن : «قائمة المنقولات والمتغيرات التى تطرأ عليها ، أصبحت هم يشغل الأزواج المتضررين بمحاكم الأسرة بعد اشتعال الخلافات مؤخراً بين الأزواج والزوجات ، ورغبة كلا منهما فى الحصول على مكتسبات ، وربط قائمة المنقولات بالصراعات الخاصة بـ الرؤية والنفقة والطلاق والطاعة والمصروفات والأجور الخاصة واستخدامها كسلاح بين طرفي الخلاف.

وحول تلك الأزمة التي يعيدها التاريخ دائماً ، رأى فكري « أنه من الأفضل أن يقوم الزوج بتأسيس مسكنه ويتفق علي مهر حسب مقدرته كبديل لهذا التقليد لتفادي مشكلة القائمة» .

أما مشكلة صيغة كتابة الأثاث في القائمة استرسل فكري حديثه قائلا : «الأثاث يكتب مواصفات ، ولا تحدد له قيمة ماليه ويتم إضافه جملة أنه إذا تم تلف أو هلاك الأثاث أثناء الحياة الزوجية ، فلا يحق للزوجة الرجوع على الزوج بأي حق مدني أو جنائي .

في الختام يجدر القول أن المحافظة على الأمانة من شرع الله حيث قال تعالى : ياأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجلٍ مسمىٍ فاكتبوه » ؛ وقال رسولنا الكريم : «أدِ الأمانة إلى من ائتمنك » ، وتعد قائمة المنقولات في حكم الأمانة والدَّين ، فإذا استقر الأمر على كتابتها فلابد من المحافظة على العهد ، و لا يجوز التلاعب في بنود القائمة أو إجراءاتها بعد التراضي عليها ، وفي حال الرفض لابد من تطبيق الشرع إذا كانت مقدرة الرجل تسمح ، وما دون ذلك يعتبر بمثابة ضياع للحقوق التي سنُسأل عليها أمام الخالق ، فكل حالة تختلف عن الأخرى وما يناسبك قد لا يلائم غيرك.