أنباء اليوم
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 02:45 صـ 17 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
عاجل| البيان المشترك لقمة مجموعة العشرين: نحن متحدون في دعم وقف إطلاق النار الشامل في غزة ولبنان تونس تخسر أمام جامبيا 0-1 في تصفيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم محافظ قنا يبحث مع وفد بنك التعمير الألماني تطوير منظومة المخلفات الصلبة محافظ سوهاج يطلق رؤية ” سوهاج على الخريطة السياحية المصرية ” ”سيدات طائرة الأهلي” يفوز على وادي دجلة في الدوري بهدف قاتل.. المنتخب الإسباني يفوز علي ضيفه السويسري بدوري الأمم الأوروبية كشف ملابسات قيام شخص بوضع طلاب صغار السن داخل ”تروسيكل” بـ6 أكتوبر جامعة المنوفية تنظم الملتقى التدريبى الأول للشباب لريادة الاعمال والبحوث التطبيقية خلال جلسة قيادات مشغلي الاتصالات داخل معرض Cairo ICT 2024 : البنية التحتية للاتصالات مؤهلة بقوة لاستقبال تقنيات الجيل الخامس وزير الشباب والرياضة يفتتح مقر اللجنة البارالمبية المصرية بعد تجديدة وتطويره أبو الغيط : الجامعة العربية تدعم إنشاء التحالف العالمى ضد الجوع والفقر نقابة الإعلاميين تتخذ الإجراءات القانونية والقضائية ضد داليا فؤاد والقاهرة والناس

انت من تصنع حسن خاتمتك!!

الكثير من البشر تتمنى وتشتهي حسن الخاتمة، يدعون بها كل وقت ويرددونها على ألسنتهم وهم لايدركون المعنى الحقيقي لها!!

نعم الصلاة هي عماد الدين ولا يكتمل إيمان المسلم إلا بها حيث أنها ضمن أركان الاسلام الخمسة كاالصوم والزكاة والحج والشهادتين ولكن ما فائدتهم أن لم ينهوا المسلم عن الفواحش الكبائر وكل مايشغل غضب الله؟

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلَاتُهُ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ، لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللهِ إِلَّا بُعْدًا»، وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يُطِعِ الصَّلاةَ، وَطاعَةُ الصَّلاةِ أنْ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾
،فكم من بشر مصلون أتاهم الموت غفلة وهم بالأصل ظالمين للعباد وكم معتمر وحج آتاه الموت وهو آكل الربا وحقوق العباد، وكم صائم مات برمضان وهو في الحقيقة صائم عن الأكل فقط ولكنه لم يصوم عن إيذاء وظلم الناس.

فحسن الخاتمة ليس بالعبادات الظاهرة أمام أعيننا إنما بالتعاملات الإنسانية والإيمانية مكتملة الأركان فالله لاينظر لوجوهنا إنما ينظر لما هو أعمق بكثير لقلوبنا وأرواحنا وأنفسنا،
كثيراً ماسمعنا فلان مات وهو ساجد أو بشهر رمضان أو وهو يعتمر أو يحج أو مات بيوم جمعة أو اتنين أو خميس أو يقرأ بالمصحف ونقول ماشاء الله فاز بحسن الخاتمة!

لاوألف لا ان حسابات البشر تختلف نهائياً عن حسابات الخالق وتقديره للأمور والأشخاص غير تقديرات البشر.

ولوكانت حسن الخاتمة بما تم ذكره سابقاً لما مات رسول الله ﷺ خير البشر وأقربهم لله محبة وإيماناً وتقوى وهو على فراشه وأبو بكر رضي الله عنه مات بفراشه وغيرهم من عباد الله الصالحين.

ياعباد الله وهبكم الله عقل وميزكم به عن جميع مخلوقاته لماذا؟ لتتفكروا وتتدبروا أحوالكم وتتعقلوا بالحكم على الأمور.

حسن الخاتمة له معانٍ كثيرة هي أن:مسلم مات وبرأت نفسه من النفاق والكذب والغش..مسلم مات وليس لأحد من الخلائق مظلمةً في رقبته مسلم مات لم يأكل مال يتيم ولا ضعيف مغلوب على أمره.. مسلم مات ولم يؤذي إنساناً بغشه وخداعه.. مسلم مات بريء من موت الناس بالباطل..مسلم مات بقلبه رحمة لمخلوقات الله..
مسلم مات فضل الآخرة عن الدنيا ...حرم نفسه من متاع فيها يغضب الله ليأخذ أحسن وأكثر منه بحلال الله بالجنة..
مسلم مات ناصراً للحق وللمظلوم..مسلم مات أطاع الله بقلب سليم أحب لقاء الله فأحب الله لقائه..مسلم مات وترك وراه إثر طيب ومحبة بقلوب الناس يدعون له لا عليه..مسلم مات ناطق موحد بالله الواحد الأحد ناطق بأن لااله الا الله محمد رسول الله..
مسلم مات صابراً على مرض أو شقاء الدنيا وظلم البشر توكل ووكل الله في أمر أضر بقلبه وروحه..
مسلم مات عاش باراً بوالديه واصلاً لصلة الرحم كما أمره الله..
مسلم مات لم يستسهل الحرام وفضل الشقاء والتعب لأجل حلال قليل فيه بركة..مسلم مات وقرأ آيات بالقرآن الكريم وعمل بها بالدنيا..مسلم مات واتعظ بحياته من أكبر موعظتين الموت والمرض..مسلم مات ولم يغتر بقوته ولا سلطانه ولا ماله ولا الدنيا استطاعت أن تغره بمتاعها..مسلم مات ولم يكن للشيطان صاحب ولا معين لكيده لبشر..
مسلم مات ترك وراه علم ينفع الناس من بعده..
وبالنهاية جميعنا لن ندخل الجنه بأعمالنا فقط إنما برحمة الله وبما يراه الخالق وليس مانراه نحن البشر.

أذكِّر نفسي وأذكركم أن نعيش وكأننا سنموت غداً نضع الموت وعظمة وقدرة الله علي الحساب والعقاب دائماً أمام أعيننا ولا نتبع إلا ماكتبه وأحله الله لنا وبقدر المستطاع لا نفعل ولا نشتهي ماحرمه المولى علينا وندرك جيداً أن الدنيا ليست هي دارنا ولا خلودنا إنما دارنا وحياتنا الأبدية بمشيئته هي الجنه التي أعدها الله لعباده المؤمنين الصالحين،

نسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة وأن ينير بصيرتنا لطريق الهداية والنور ويعمي أعيننا ويفرق بيننا وبين طرق الظلام والهلاك
وأن لايحرمنا من رحمته وغفرانه وكرمه والنظر إلى وجه الكريم ورؤية سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم