إلى السيد ميم ..
بقلم - أميرة عبد الباري
عزيزي السيد ميم : أمسكت بقلمي لأكتب رسائلي التي عهدت كتابتها إليك في السابق ، ولكن ..! وقف قلمي عاجزاً من أين يبدأ ، فالذي بداخلي نحوك أكبر من أن يخطه قلم ، فما ألحقته بي من مشاعر الحزن والشجن والاحباط فاق مستوى الكلام ، مهما اتسم قلمي بالحكمة والدقة والتزم جانب الصدق في الحديث .
أتعلم أن هذه هي المرة الوحيدة التي شعرت فيها وكأني لم أكتب في حياتي قط ، ولقد مررت بليالي كنت أقول لنفسي ؛ لو أنك نظرت لي نظرة ملؤها الشعور بالمسئولية ؛ لوجدت السعادة بداخلي نور بلا أمل ؛ ولأدركت أني بحاجة ماسة إليك ؛ وأن كل ما كنت أفعله ما هو إلا محاولة يائسة لاستعادة شغفي بالحياة التي ما هي في نظري إلا لحظات سعادة زائفة .
عزيزٌ عليّ أن أقول فيكَ هذه الكلمات ؛ وقد كنت أقرب لي من نفسي ؛ وعزيزٌ عليّ أيضاً أن أتخذ طريقاً غير الذي عاهدتك وعاهدت قلبي عليه ، ولكني اخترت مسار الحزن ؛ الذي يوقد في نفسي ومضة ضوء ؛ تبحث عن النقائص لتصلح الخلل الذي جعلك تراني حمل ثقيل عليك ؛ إنه قربني إلى الله ؛ وعلمني عنه أكثر مما كان يفعل الفرح .
إن بعضاً من الحكمة التي أصبتها ؛ كانت من جراء ذلك الألم الذي صنعته داخلي ، أشعر بأني احتميت بشخص حضنه بارد كالثلج ، بالأمس كنت أعيش أميرة في عالمه الدافئ الحنون ؛ واليوم أعيش كلاجئة ليس لها وطن .
أصبحت تفاصيل الحياة مملة باردة ، لم يعد هناك من ينتظرني لأُلقي بثقلي على أعتابه كما كنت أفعل بالأمس ؛ لأن هذا الثقل في نظري قد فاق الحد ؛ وأصبح يؤرق جميع من حولي بما فيهم أنت !
أتدري .. لقد إنكسر القلم .. ! وانكسر معه كل شيء جميل كان بداخلي ؛ إنكسر وهو يحاول أن يلملم شتات نفسي و فكري ؛ ويجمع كلماتي التائهة ، والتي لم تستطع أن تعبر عما أشعر به تجاهك الآن .
ربما كنت على صواب ؛ وربما على خطأ ؛ ولكن ما أراه حقيقة الآن أنني لست كما كنت تعرفني ؛ ولا أدري هل سأعود لأذهب إليك كما السابق ؛ أم سأظل هكذا .. ؛ فتاة لا تعرفها ولا هي تعرف من أين أتت .!