أنباء اليوم
السبت 18 يناير 2025 09:53 صـ 19 رجب 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
”تيك توك” تشكر ترامب على التزامه بدعم استمرار التطبيق داخل الولايات المتحدة الأهلي يختتم استعداده لمباراة أورلاندو بدوري أبطال أفريقيا كولر يعلن قائمة الأهلي لمباراة أورلاندو بدوري أبطال أفريقيا عمر مرموش يودع نادي و جماهير فرانكفورت قبل الرحيل إلي مانشستر سيتي مصدر مصرى مطلع: الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات مشتركة بالقاهرة لمتابعة تنفيذ إجراءات اتفاق غزة باريس سان جيرمان يعلن التعاقد مع كفاراتسخيليا قادماً من نابولي مايا مرسي : تتابع جهود غرفة عمليات الهلال الأحمر المصرى استعداداً لتكثيف إنفاذ المساعدات إلي غزة رئيس الهلال يتواجد في إنجلترا لإنهاء صفقه محمد صلاح وفان دايك نقيب السادة الأشراف: مسجد مصر إنجاز في فن العمارة الإسلامية قادة دول مجموعة السبع يشكرون مصر و قطر و أمريكا على جهودهم في التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار في غزة الرئاسة الفلسطينية تؤكد على موقفها الثابت بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار بوتين: روسيا تؤكد التزامها بالتسوية الشاملة للوضع في سوريا

“الخزلان”

في عالم مليء بالتقلبات والتغيرات، يبقى الوفاء إحدى القيم النادرة التي تضيء دروب العلاقات الإنسانية. إن الوفاء هو الوعد الصامت الذي يعبر عن التزام الشخص بالمبادئ، بالعلاقات، وبالعهود التي قطعها. غير أن هذا الالتزام النبيل غالباً ما يحمل في طياته ألم الخزلان. فالأوفياء هم أولئك الذين ينقشون على قلوبهم عهودًا من ذهب، ولكنهم يتعرضون لألم الخيانة والخيبة بشكل متكرر، وكأنما كتب عليهم أن يدفعوا ضريبة إخلاصهم.

يحدث ذلك لأن الأوفياء يعيشون في عالم من التوقعات العالية، حيث يتوقعون من الآخرين أن يبادلوهم نفس المشاعر والنوايا. حينما لا تُلبى تلك التوقعات، يتسلل إلى قلوبهم شعور بالخزلان العميق، وكأنما خذلتهم الأقدار. يميل الأوفياء إلى فتح قلوبهم ووضع ثقتهم في الآخرين بلا تردد، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للأذى. فهم يرون في الآخرين انعكاسًا لأنفسهم، ويعتقدون أن نبل مشاعرهم يجب أن يُقابل بوفاء مماثل، ولكن هذا العالم لا يسير دائمًا وفقًا لقواعد الإنصاف.

إن قصة الوفاء والخزلان تتجلى في العديد من جوانب حياتنا. في العلاقات الشخصية، يشعر الشخص المخلص بخزلان عميق عندما يخونه شريك حياته أو يبتعد عنه أصدقاؤه المقرّبون. في العمل، قد يُصاب الموظف الذي يكرس وقته وجهده لمصلحة الشركة بخيبة أمل حين لا يتم تقدير جهوده أو عندما يُتخطى في الترقية لصالح آخرين أقل إخلاصًا. وفي المجتمع، فإن الأفراد الذين يساهمون بوقتهم ومواردهم في الأعمال الخيرية قد يشعرون بأن جهودهم لا تُحدث الفرق المتوقع، فيصيبهم الإحباط.

ومع ذلك، فإن الأوفياء لا يتوقفون عن العطاء رغم الألم. قد يواجهون الخزلان، لكنهم يدركون في أعماقهم أن الوفاء ليس مجرد فضيلة، بل هو جوهر الحياة الحقيقية. إنهم يستمرون في مسيرتهم، يعززون قيمتهم الذاتية، ويحافظون على نقاء قلوبهم رغم الجراح. فهم يعلمون أن إخلاصهم هو انعكاس لأصالة نفوسهم، وليس ردًا لتصرفات الآخرين.

وفي نهاية المطاف، يظل الوفاء رمزًا للأمل، ومرآة لنُبل الإنسانية. قد تكون الطرق مليئة بالصعوبات، وقد تكون ضريبة الخزلان باهظة، لكن الأوفياء يواصلون السير بقلوبهم النقية، لأنهم يدركون أن الوفاء هو ما يعطي للحياة معناها الحقيقي. إنهم يختارون النور وسط الظلام، ويعلمون أن جمال الوفاء يكمن في استمراره رغم كل شيء.