وليد عبد الجليل يكتب : لغة الصمت
مهما حاولوا أن يفسروا فلن يستطيع أحد تفسير ذلك الصمت وتلك اللغة التي لن يفهمها إلا من عاش نفس ظروفك و اختبر نفس المشاعر
لن يستطيعوا تفسير تلك الكلمات الصامتة التي ارتسمت على شفتيك ابتسامة شاحبة ردا على كل مواقف الخذلان و خيبات الأمل.
لن يفهموا معنى لحظات شرودك و لن يروا تلك الأطياف التي تحدثك في صمت أطياف الذكريات و أشباح الماضي الذي تتمنى أن يعود.
لن يسمعوا ذلك الصخب و تلك الضوضاء التي تشغل فكرك و تملأ عليك نفسك.
لن يفهموا أن صمتك جاء بعد آلاف المحاولات من الحديث و الشرح دون جدوى.
لن يفهموا أنه جاء بعد آلاف المعارك التي خضتها هباء دون نصر أو هزيمة فكسرت درعك و سيفك كفارس ظل يحارب منفردا.
لا تحاول أن تفسر فلن يفهمك إلا من عاش عمره يقاتل دون جدوى و يتحدث دون فائدة و ينحت في الصخر و لم يجن إلا الخذلان و خيبات الأمل.
لن يفهمك إلا أولئك الذين ابتسموا حينما كان البكاء واجبا و صمتوا عندما كان الصراخ واجبا و استقاموا و لم تنحن ظهورهم أمام عثرات الزمن و لم تكسرهم تقلبات الايام.