أوْحَتْ إليّ الجولات الميدانية التي يقوم بها معالي الوزير كامل الوزير بالتساؤل عن مهمة المسؤول بدءا من رئيس القسم فصاعدا.. هل مهمة أي مسؤول هي متابعة سير العمل من داخل مكتبه؟ هل تنحصر مهمته في توقيع الأوراق وإنهاء البوستة على ألف خير؟ هل مهمته تتلخص في متابعة العمل عن طريق التقارير الوردية والتي ترفع من الموظف الأدنى إلى الموظف الأعلى؟ هل تكفي اجتماعاته بمكتبه بعدد من المديرين ورؤساء القطاعات لإقامة مؤسسة قوية متميزة؟ في ظني أن تلك المهام لا تحتاج إلى مسؤول كبير أو حتى أو أي رئيس مصلحة او مؤسسة... فيكفي للقيام بها باقتدار مستشارو المسؤول ومديرو مكاتبهم. يظن المسؤول الجالس في مكتبه والمتفاني في التوقيع على القرارات والتقارير المحبوكة والمسبوكة (المرسلة له من الموظف الأدنى وأل ما تخرش المية) والأوراق المسّتِفة أنه يقوم بأداء واجبه على خير ما يرام وأن مصلحته تعمل على قدم وساق... لكن الواقع يؤكد أنه يُسَيِّر عملا خاليا من الإنتاجية والجودة... إنه يقدم منتجا أقل ما يوصف بأنه مشوه أو غير مكتمل. لو تخلى المسؤول عن مكتبه، ورسخنا كمسؤولين للمتابعة الميدانية المفاجئة وزيارة القطاعات مرتين على الأقل أسبوعيا (مع وضع ألف خط تحت مفاجئة) يعني دون سجادة حمراء وقصاري الزرع واصطحاب الكاميرات وهلم جرا... لو رسخنا لذلك النهج لتقدمت المصالح والمؤسسات تقدما تشرئب له الأعناق وتخلب الأنظار لتراه في عليائه... لقتلنا الخمول الذي تنتشر رائحته في المصالح التي تعودت على روتين يومي لا تغيير فيه ولحركنا الماء الراكد بقصف حجر فيه... سيفرز المسؤول الموظفين ذوي الكفاءة من المتملقين سيرى متطلبات المصلحة سيقف على استراتيجيات حقيقية وخطط قادرة على النهوض بمؤسسته سيصبح قادرا على اتخاذ القرارات النابعة من رؤيته للواقع وليست المملاة عليه من تقارير براقة... ستردم الحفر وتزال المطبات وتذلل العوائق من طريق المواطنين وتقضى الحاجات... سيقتل الفساد ويستأصل الإهمال واللامبالاة والروتين... ستتحول المؤسسة إلى خلية نحل منتجة... ليتنا نقتدي بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي نراه كل يوم في زيارات ميدانية داخل مصر وخارجها. يا أيها المسؤولون اتركوا مكاتبكم؛ وباشروا أعمالكم بالتجوال الميداني المفاجيء. حفظ الله مصرنا الغالية ورفع راياتها خفاقة بكم ولكم.