لم يخلقنا الله سبحانه و تعالى متشابهين في الطباع و التفكير فلم نكن يوماً نسخاً كربونية بعضنا من يعض و لكنه خلقنا مختلفين عقلاً و فكراُ و طباعاً و لغة و جنساً و حتى في الشكل قال الله تعالى : " و جعلناكم شعوياً و قبائل لتعارفوا " و لم يقل الحق سبحانه لتنافروا و لتتقاتلوا . و لم يطلعنا الله سبحانه و تعالى على سرائر القلوب و النوايا و اختص بها ذاته سبحانه و أخفاها حتى عن ملائكته و حكمته سبحانه أن نتعامل بما نرى أمام أعيننا لا بما تحمله القلوب و لا بما نظن و أكبر دليل على ذلك قصة الخضر مع سيدنا موسى الذي أرسله له الله ليتعلم منه. ليس كل إنسان على صواب تام و لم يجعل الله الحق حكراً على أحد دون الآخر فمن نكون نحن حتى نحكم من في الجنة و من سيعذبه الله بالنار ؟ فلسنا مخولين لنوزع صكوك الغفران و لسنا مؤهلين لنحكم بالظواهر فحكمة الله لم يؤتها أحداً من خلقه و لم يطلع على غيبه أحد و عدالته لا حدود لها. علينا أن يتقبل بعضنا بعضاً فكل منا رأيه صواب يحتمل الخطأ و رأي الآخرين خطأ يحتمل الصواب