فاجعة موت الحاج خليفه بائع الحرنكش عن عمر يناهز ال104 أعوام
كتبت - أسماء عبد الغني عطيه
آخر كلام قاله الحاج خليفه بائع الحرنكش قبل موته أنا أشرف ليا أني أموت وأنا بشتغل ومش أحب اشحت أو استلف من الناس" ، كلمات دخلت قلوب الآلاف بصحبة البهجة، ظل يرددها أكبر معمر في الدلتا صاحب عربة بيع "الحرنكش والدوم" حتى وفاته صباح اليوم الجمعة في الغربية.
الحاج خليفة صاحب الـ 104 أعوام، فجع موته الآلاف من أحبابه الذين كانوا يرونه يوميا بالشوارع في مدينة طنطا.
"الحرنكش والدوم لأحلي طنطاويه حبايب قلبي ربنا يخليكم ليا ولايحرمنا منكم" ، علامة مميزة بصوت رنيني يدوى في الشارع ، فإن كنت من سكان طنطا فستعرف في اقل من لحظات بعد سماعك لتلك الجملة أنه عم خليفة ، ذلك الرجل المعمر الذي يجر عربته الخشبية البسيطة وعليها الحرنكش والدوم لكسب قوت يومه.
حياة أكبر معمر في الدلتا كان لها طابع خاص ، ذلك الرجل الذي تجاوز قرن من الزمان عاش طوال عمره يعمل ليلا ونهارا في الإنفاق على حياة أفراد عائلته من أجل الإنفاق عليهم بالحلال دون اللجوء للطرق غير الشرعية ، كان يجر عربته الخشبيه لمسافة 5 كيلومترات بين منطقتي "سيجر " مرورا بشارعي النحاس والبحر حتي شارع سعيد، لكسب قوته اليومي والإنفاق على أسرته التى تجاوز عدد أفردها 9 أشخاص ما بين شباب وفتيات وأحفادهم.
"على ذراعي أحب أكسب قوتي بالحلال والحمد لله ربنا بيعيني وبيديني الصحة عشان أقدر أكفي بيتي وأحافظ على زوجتي وأبنائي وربنا يباركلي فهم ثروة حياتي".. تلك الكلمات رددها "خليفة " قبل عدة أيام قبيل تعرضه لوعكه صحية ودخوله الى العناية المركزه بإحدي المستشفيات الحكومية القريبه من مسقط رأسه بمنطقة سيجر بوسط مدينة طنطا .
وأضاف: "ربنا حقق لي حلمي بزيارة بيت الله الحرام بعدما تدخل بعض فاعلي الخير فى تحقيق حلمي الأخير فى حياتي وفعلا عانيت طوال أكثر من 80 سنة فى بيع وتجارة الحرنكش والدوم لأهالي طنطا وكسبت قوتي بالحلال لمساعده محمد نجلي على الزواج ومساعده شقيقته فى نيل حياة الستر فى الأخرة ".
وتابع خليفة: " أنا بكسب في اليوم حوالي ما بين "50 – 90 " جنيه خلال فترة عملي لأكثر من 12 ساعة يوميا، كنت بجر فيها عربتي الخشبيه مساحة متر ونصف لكي يبارك لي رب العباد فى حياتي والحمد لله على محبه الناس ليا ويكفيني دعائهم لي بعد مماتي و يارب العالمين حقق لي الستر فى الدنيا والأخيرة " .
وبعد أـن مضي عدة أيام تعرض "خليفة " لوعكة صحية مفاجئة أثناء سيره بالطريق العام فحمله بعض الأهالي والمواطنين ونقلوه الى احد المستشفيات الحكومية الشهيرة لتلقي العلاج ولكنهم فوجئوا بحسب التقارير الطبيب بتعرضه للهبوط حاد فى الدورة الدموية وتليف بالكبد وألام بالأمعاء الدقيقة والجهاز الهضمي والمريء وهو ما أدي الى وفاته بعد مضي أكثر من 4 أيام من جلوسه داخل العناية المركزه بالمستشفي
"وداعا صاحب البهجه والابتسامه غيبه الموت عن عالمنا فى الجنه ونعيمها " هكذا رثى الآلاف من رواد التواصل الاجتماعي فيس بوك وموقع تويتر