أنباء اليوم
الجمعة 21 مارس 2025 07:52 مـ 22 رمضان 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
مفتي الجمهورية: لا تعارض بين الإسلام والعلم والشريعة لم تكن يومًا عائقًا أمام التقدم العلمي بمناسبة الإحتفال بعيد الأم ندوة تثقيفية عن دور الأمهات لعضوات نادي الفتاه والمرأة حدث في مثل هذا اليوم 21 مارس محافظ دمياط يتابع إجراءات صرف منحة استثنائية لعملاء برنامج تكافل وكرامة طبقا لتوجيهات القيادة السياسية محافظة دمياط تدعو المواطنين للمشاركة الإيجابية فى تخفيف الأحمال وإطفاء الأنوار السبت القادم لمدة ساعة محافظ دمياط يتابع تنفيذ صرف منح إضافية على البطاقات التموينية خلال شهرى مارس وابريل فى إطار توجيهات محافظ دمياط.. تنفيذ أعمال رد الشىء لأصله بكورنيش النيل وميدان السكة الحديد بمدينة دمياط بالإنابة عن محافظ دمياط... السكرتير العام المساعد يفتتح مسجد الفاروق بكفر البطيخ موقف ميناء دمياط اليوم الخميس الموافق 20 / 3 / 2025 وزير التربية والتعليم يكرم الطالبة رضوى من ذوي الاحتياجات الخاصة لتفوقها الدراسي وتميزها في قراءة القرآن وإلقاء الشعر التضامن الاجتماعي تنظم ورشة عمل للأبناء خريجي مؤسسات الرعاية الاجتماعية محافظ القاهرة يتابع أعمال أخلاء ١٥ عقار بمنطقة شمال الحرفيين

ظاهرة مشردين الشوارع بين الأسباب والمخاطر والحلول

عبد الناصر محمد
عبد الناصر محمد


تعد ظاهرة الشباب المشرد في الشوارع من التحديات الاجتماعية الكبرى التي تواجه المجتمع حيث تنعكس تداعياتها على الأمن والاستقرار والتنمية. يتجول هؤلاء الشباب بلا مأوى، بلا عمل، وبلا هدف واضح، مما يجعلهم عرضة للاستغلال والانحراف، ويؤدي إلى فقدان المجتمع لقوة بشرية كان من الممكن توظيفها في البناء والتطوير .
هكذا كانت تكملة سلسلة الحوارات الصحفيه لجريدة أنباء اليوم المصرية مع المستشار محمود الطوبجى المستشار بلجنة فض المنازعات الدوليه والتحكيم الدولى والخبير السياحى وأسرد قائلا
أن ظاهرة الشباب المشرد في الشوارع بين الأسباب و المخاطر والعمل على وجود حلول تنمويه فى ظل هذه الظروف التى لابد وان يتصدى لها الجميع .
إن التصدي لهذه الظاهرة ليس مجرد مسؤولية حكومية فحسب، بل هو واجب مجتمعي يتطلب تضافر الجهود لإعادة تأهيل هؤلاء الشباب واستثمار طاقتهم في الإصلاح والتنمية كما يلى .
أولًا: كى يتثنى لنا الحل يجب الوقوف على أسباب الظاهرة .
تتعدد الأسباب التي تدفع الشباب إلى التشرد، وتتداخل فيما بينها لتشكل واقعا معقدا يحتاج إلى حلول شاملة ومن أبرز هذه الأسباب
الفقر والتفكك الأسري والظروف الاقتصادية الصعبة بالإضافة إلى العنف الأسري والتفكك من العوامل الرئيسية التي تدفع الشباب إلى الهروب من منازلهم بحثا عن حياة أفضل حتى وإن كانت في الشارع .
التسرب من التعليم يساهم ترك المدرسة في سن مبكرة في زيادة نسبة البطالة بين الشباب مما يجعلهم عرضة للتشرد والضياع .
الإدمان والانحراف السلوكي تؤدي البيئة المحيطة ببعض الشباب إلى انخراطهم في أنشطة غير قانونية مثل تعاطي المخدرات أو السرقة مما يؤدي إلى رفض المجتمع لهم وابتعادهم عن الحياة الطبيعية .
الهجرة غير الشرعية وزيادة أعداد اللاجئين يلجأ بعض الشباب إلى الهجرة بحثا عن فرص عمل ولكنهم يصطدمون بالواقع الصعب و كذا الامر للاعداد الغفيرة من اللاجئين والذى فاق قدرة أستيعاب الدولة مما يجعلهم مشردين في الشوارع بعيدا عن أوطانهم .
غياب الدعم الاجتماعي ضعف المؤسسات الاجتماعية وعدم توفر آليات فعالة لحماية الشباب وتوجيههم يجعلهم أكثر عرضة للانحراف والتشرد .
ثانيا. المخاطر المترتبة على الظاهرة .
لا تقتصر آثار تشرد الشباب على حياتهم الفردية فحسب، بل تمتد إلى المجتمع بأسره، ومن أبرز هذه المخاطر
انتشار الجريمة حيث يصبح الشباب المشرد فريسة سهلة لاستغلال العصابات الإجرامية، مما يزيد من معدلات السرقة والعنف والاتجار غير المشروع .
تعاطي المخدرات ويكون ذلك في ظل غياب الرقابة الأسرية والاجتماعية، يصبح الإدمان وسيلة للهروب من الواقع المؤلم .
الأمراض والمشكلات الصحية والتى تكون نتيجة طبيعيه لسوء التغذية وعدم توفر الرعاية الصحية والتعرض للعوامل الجوية القاسية .
استغلالهم في أعمال غير مشروعة مثل التسول القسري والاتجار بالبشر والعمل في ظروف غير إنسانية
أما بالنسبة للحلول المقترحة لاستثمار طاقة الشباب المشرد في التنمية .
فإنه يمكن للمجتمع أن يحول هذه الظاهرة من مشكلة إلى فرصة، من خلال تبني حلول عملية تساهم في إعادة دمج هؤلاء الشباب في المجتمع واستغلال طاقاتهم في التنمية والإصلاح. ومن أهم هذه الحلول
إنشاء مراكز إيواء وتأهيل لكى توفر لهم بيئة آمنة، إضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي، مما يساعدهم على استعادة حياتهم الطبيعية وتحويلهم الى كوادر منتجه.
برامج التدريب المهني والتركيز عليها حيث يجب تقديم دورات تدريبية في مجالات مختلفة مثل الزراعة، والصناعات الحرفية، والتكنولوجيا، لتمكينهم من اكتساب مهارات تساعدهم في دخول سوق العمل
إعادة دمجهم في التعليم سواء من خلال المدارس النظامية أو برامج التعليم غير الرسمي التي تساعدهم على استكمال دراستهم مما يعمل على تطويرهم فكرياً و إعادة ثقتهم بأنفسهم و إثبات دورهم فى تطوير المجتمع
تنمية روح العمل المجتمعي حيث يمكن إشراك الشباب في مشاريع مجتمعية وتنموية تعزز لديهم الشعور بالانتماء والمسؤولية
التوعية المجتمعية وتسليط الضوء على خطورة هذه الظاهرة عبر وسائل الإعلام، وتعزيز ثقافة الاحتواء والدعم بدلاً من التهميش والإقصاء
ومما سبق يتضح إن ظاهرة الشباب المشرد في الشوارع ليست مشكلة مستعصية، بل هي تحد يمكن التغلب عليه إذا ما توفرت الإرادة السياسية والاجتماعية الحقيقية. إن الاستثمار في هؤلاء الشباب ليس فقط واجبا إنسانيا، بل هو أيضا فرصة لتحقيق التنمية المستدامة، فكل فرد يعاد تأهيله ودمجه في المجتمع، يمثل طاقة جديدة تساهم في بناء مستقبل أكثر إشراقا
وإن هذا ليس بالصعب فى بلد قائم على قهر التحديات ومواجهة الأزمات والصعوبات
بسياسة واعيه وحكيمه . تحيا مصر .