العنوسة والقبول بأنصاف الحلول
كتبت د/ إهداء محسن
العنوسة تعبير يطلق علي الفتيات ممن تعدوا سن الزواج ، وانتشرت تلك الظاهرة في الوطن العربي ، وتأتي مصر في المركز السادس من بين عشر دول عربية تعاني فتياتها من هذه المشكلة ، وحسب الاحصاءات الرسمية فإن مؤشر ارتفاع العنوسة في مصر في ازدياد كبير حيث توجد ١٠.٥ مليون فتاة تعدت سن الثلاثين دون زواج وترتفع النسبة في الحضر حيث تبلغ ٣٨٪ ، وتقل في القري لتصل إلى٢٠٪ نتيجة العادات والتقاليد التي تشجع علي الزواج المبكر وانجاب الاولاد ، وهناك عدة اسباب لانتشار تلك الظاهرة ، اهمها البطالة وغلاء المهور وارتفاع سعر تملك الوحدات السكنية ، وتقصير الدولة في توفير الإسكان المدعم للشباب ومحدودي الدخل وغيرها من الأسباب.
وعندما تتخطي الفتاة سن الثلاثين يتولد لديها شعور بالقلق والتوتر وخوف من المستقبل وينتهي بها المطاف أن تسلك، احد الاتجاهين إما ان تتواري عن الانظار وتتقوقع داخل بيتها وتقلل من التواجد في التجمعات المجتمعية مثل الافراح والمناسبات خوفا من سؤال لئيم عن أسباب تأخر الزواج ، ونظرة المجتمع لها علي انها شخصية “سيكوباتية” مريضة ذات عين حاسدة للمتزوجات من قريباتها.
وهناك اتجاه آخر تسلكه الفتيات قويات الإرادة ما يجعلهن يتخطين تلك الازمة باستكمال الدراسة بالحصول على درجة الماجستير و الدكتوراه أو الالتحاق بلعبة رياضية والتفوق فيها لمحاولة نسيان احزانها ونظرة المجتمع لها . وبدون شك أن ضغوط المجتمع تجبر بعض الفتيات اللاتي يحملن لقب “عانسات” على قبول أنصاف الحلول كالزواج دون حب أو الارتباط بشخص ظروفه لا تتناسبها مثل رجل متزوج وله رغبه في التعدد، أو القبول برجل سبق له الزواج لكنه مطلق أو أرمل وله اطفال ويبحث عن فتاة بكر تربي اطفاله .. لذا فإن للعنوسة أثر بالغ علي المجتمع لما يترتب عليها من مشكلات وقضايا مثل تزايد العنف وقضايا الاغتصاب وتزايد حالات الانتحار .