قصة قصيرة ”شاءت وآبيت”
بقلم آيه مشعل
-سألتك ذات مرة ما الذى يعجبك فيه؟
-تفاصيلك. أجبت
رفعت لك حاجبا مستغربا حينها فأردفت
-نعم تفاصيل الخطوط الغائرة حول عينيك ،جوانب شعر رأسك الأخذة في المغيب والشيب الذى يطل على أستحياء
أحببت عروق يديك البارزة وخطوطهما الخشنة حتى لونك الخمرى
-هل أصبحت عجوزا لهذه الدرجه؟! سألتك ضاحكا
ابتسمت .
-بل ناضجا ،أننى أحب فيك مالا تحبه أنت فى نفسك ،صمتك الشارد،خوفك الصامت،حزنك المكتوم،غرورك المزعوم ،حنان قلبك الدامى
ومساندتك لمن حولك حتى وأنت آيل للسقوط
اليست تفاصيل تستحق ألاعجاب ؟!
-شردت وأنا أتأملك مازالت فتاة خام يا حبيبتى
ظننت أن الحياة قد شكلتك بقدر ما أوجعتك
لكن الماده الآولى للأنسانيه فيك فى أنقى صورها
فها أنت امرأه ناضجه ولكن تبهرك التفاصيل كمراهقة صغيرة
قد شاءت الاقدار أن ألتقيك بعدما أنتصف العمر لكننى آبيت أن تكونى عابرة
جئت إليك محملا بالشقاء معفرا بالهم فكان حضنك ملجأ يسع العالم ،فابتسمت الحياه لى من جديد حتى هذا اليوم الذى عرفنا فيه أصابتك بالسرطان
صاعقه ضربت حواسنا لكنى آبيت استسلامك
أخبرتك من وراء الدموع :
-ستشفين بإذن الله فالعلاج اصبح متاحا وسأبيع البيت والسيارة وتعالجين فى الخارج إن لزم الامر
-لا ،لا اريدك ان تخسر كل شىء إن مت
وتمر الايام بين جلسات العلاج والفحوصات ،بدأ الذبول وأعراض المرض تصاحبك
أذكر هذا المساء حين وقفت امام المرآه
-امازالت تحبنى حتى وأنا أشبه المومياء؟!
-انت اجمل امرأه فى العالم ،وها قد أتى دورى لأحبك أكثر
صرت احفظ تفاصيلك عن ظهر قلب وأذاكر ملامحك وصوتك وأقرأ لكتابك المفضلين
انك تحبين رائحة المسك الابيض لا الأحمر فها أنا اتعطر به
وأكل الخوخ مقشرا لان قشرته الشامو تقشعرك مثلما تقولين
افتح نافذة الغرفة صباحا ما عاد ضوء الشمس يزعجنى
صرت أصلى واقرأ أذكارك على سجادتك الزرقاء
وأدعو الله أن يشفيك سريعا
اكتب إليك كل مساء حالما تشفين ونقرأ سويا
حبيبتى اؤمن بقوتك وانتظرك
هكذا شاءت الحكمه الآلهيه اختبار صبرنا وآبينا الرسوب