فى رجاء للرحيل
كتبت/ باسنت مدحت
ما الذى تفعله أيها الموت!
لماذا تتركنى لأحوال لا تليق بي على الإطلاق!..
أتعبت قلبى التائه فى متاهات الحياة التى لا تنتهى..
ألا يعنيك صوتى المكسور، وقد دارى همومه داخل بقية الأوجاع.. كان يظن أنها قد تختفى بعيداً مع مرور الزمان.. فتصبح من الماضي مثل القمامة التى تُلقى بعيداً بعد أن تتراكم..
فلتخبرنى هل أنا المتشائم!.. أم أنا مَسنى القهر!..
أم قلبى رحيم للدرجة أن لا يطيق شيئاً!
كنت أناجيك كل يوم و أنا على فراشي.. وفى صلاتى..
رجوتك بأن تقترب.. أن تأتى.. أن تخطف أنفاسي..
لكن..
كل يوم أستيقظ.. أرى النهار.. أسمع أمى تنادي.. وولدى يداعب خدودي.. وزوجى يريدنى أن أعد الفطور.. وضوضاء الحى الذى أقطنه يتهالك على مسامعى..
أستيقظ كل يوم.. ومازلت تعبث بى كمشاهد بعيد.
لماذا تتجاهل مناجاتى ورجائى!.. وأنت ترى كل هذا البؤس الذى أحاطنى من كل حدب وصوب .. ومازلت أحاول أن أخفى جل هذا.
قلبى لم يعد يستطيع أن يتحمل كل آه من صغير أو امرأة أو كهل.. يتوجعون من ظلم عظيم.
لا أستطيع أن أتحمل أي فقد..
لا أتحمل صراخ صغير.. تركته أمه..
وصغار القطط الذين ماتوا فى العراء بعيداً عن الأم بسبب قسوة بشرية..
لا أتحمل فراق الأحبة أيا كانت الأسباب..
ولا بكاء أم تبحث عن ولدها المخطوف..
أخبرنى أيها الموت.. ما الذى تنتظره!..
أتريدنى أن أتلقى دروس الحياة!.. فقلبى قد تهالك.
أن أصبح مخادعة كالآخرين!.. مازلت أبكى كلما رأيت صغير حافى القدمين فى موسم الشتاء..
لتخبرنى بأن الأجمل قادم!.. لكن لماذا فى كل مشهد جميل.. ثمة شئ محزن فى انتظار..
لترينى بأن شفائى قريب!.. صرت أحب مرضي فمازلت أرجو قدومك..
ما عاد قلبى يريد الانتظار..
أريد أن أفلت يدى من كل هم وحزن وفرح وحب ومرض وأمل..