كتب - فاطمة عبدالواسع
كم خاب ظني بمن احبهم .
فكنت لهم الأهل والوطن .
كانوا لنا الحب والسكن .
كم صرت لهم نهرا مملوء بالسفن.
وشراعها لعنان السماء يصل .
ومن بياضه تخجل الشمس .
وكم كنت لهم دواء لأوجاعهم .
امتص آلامها بالضحك والفرح .
وأواجه رياح خيباتهم بقلبي.
ولكنهم اخذوا من ضلوعي أسهم لوجعي .
وصنعوا من جدار قلبي جسرا للمشي.
وداسوا عليه بكل قوة .
وحولوا أنهار حبي من الحنين إلي الدمع .
ونسوا وفائي لهم ودهسوا ع
لي القيم.
وألبسوني ثياب القهر والظلم .
باليأس من العابهم وخيبة الظن .
وكان حبهم لي مجرد فترة .
فالتزمت انا بالصمت والهجر.
وألجمت جرحي وفررت بالهرب .
وصنعت منه سيفا مسمومة لكل من يغتر .
وملئت نهري بالدمع العذب .
لكي يصعب إليهم السباحة فيه.
وأبدلت شراع سفن بالأسود.
لتمص حرارة الشمس لحرقتهم.
وسأنهض يوما واغزو خيباتهم قتلا .
واحول فرس حبي إلي براق .
يطير في الهوا ولا يلمس أحد .
واسكب بقية دموعي علي أرض أحزاني ترويه لتنبت زرعا.
وأخضر حقولي مرات أخري
لنفسي لا لا لأحد.