أنباء اليوم
الجمعة 18 أبريل 2025 02:57 صـ 19 شوال 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
المحكمة العليا الأمريكية تبقي على قيود ترامب على منح حق المواطنة بالميلاد مانشستر يونايتد يحقق الريمونتادا و يفوز علي ليون في سيناريو درامي باليوروباليج وزير الطيران المدني يشارك في الجلسة الختامية لأعمال مؤتمر الإيكاو الوزاري رفيع المستوي بالدوحة محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتقديم التهنئة بمناسبة عيد القيامة المجيد غزل المحلة يتعادل سلبياً مع المصري بكأس عاصمة مصر سيناريوهات وتوقعات سعر الذهب في مصر بعد خفض الفائدة شي: الصين وكمبوديا قدمتا نموذجا للمساواة والثقة المتبادلة والتعاون المربح للجانبين بين الدول ذات الأحجام المختلفة وزارة الداخلية تكشف حقيقة إدعاء سيدة بقيام طالب وطالبة بمدرسة إعدادية بالتوقيع علي ورقة زواج العين الإماراتي يبدأ تدعيماته لكأس العالم للأندية ويقترب من ضم شانسيل مبيمبا شي يقدم مقترحا من ثلاث نقاط بشأن بناء مجتمع مصير مشترك استراتيجي بين الصين وماليزيا وزيرة التنمية المحلية تستعرض الخطة التدريبية السنوية الجديدة لمركز سقارة رئيس الوزراء: بدأنا منذ 3 أيام موسم توريد القمح والأرقام مبشرة

مجتمع يقدس النساء في الحياة الالكترونية ويدفنها في الحياة الواقعية

فلسطين -إلهام فارس بكر


يعتبر هذا النسق من الأنساق الثقافية الاجتماعية التي سادت في مجتمعاتنا العربية عامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل كوكبة التطورات التكنولوجية التي يشهدها عصرنا الحالي، حيث أصبحت المرأة في ضوء العلاقات الافتراضية مقدسة من المقدسات الضمنية التي يحرص الآخر الذكوري الحرص على مواعيدها والتفاعل والتوافق معها بطريقة وهمية، في حين نجده يجعل من المرأة في الحياة الواقعية لاحقاً من اللواحق التبعية الهامشية التي تندرج تحت اللاوعي الذكوري الراسخ في اللاشعور الذاتي لديه، لأنَّ باعتقاده هي حق موروث من حقوقه الاجتماعية الشرعية التي يجب ممارستها وعدم التنازل عنها، باعتبارها من الثوابت الثقافية الاجتماعية العربية المُسلم بها دون نقاش.
ومن هنا كان لذيوع هذا النسق وتفشيه بين أفراد المجتمعات العربية، آثار جانبية سلبية (ثقافية، اجتماعية، نفسية) أثرت على العلاقات الأسرية بشكل خاص والعائلية بشكل عام، حيث زادت من معدلات حالات الطلاق بين الطرفين الواقعيين، نتيجة إهماله لها إذا تزينت، وعدم سماعها إذا تحدثت، والخلاف معها إذا تناقشت، والعكس صحيح؛ مما يزيد ذلك؛ من حدة التنافر بين الزوجين وتتعدد مشاكلهما لتصل إلى نقطة الانتهاء، وقد تمدد آثار هذا النسق إلى الخلافات العائلية الاجتماعية، في حال تطورت العلاقة بين الطرفين اللذين يقيما علاقة افتراضية خلف الشاشات الالكترونية والتشهير بها، لتدخل في حالات الشرف والقتل، وهي ضريبة ثقافية عقائدية تدفع ضحيتها المرأة العربية في الغالب ليتم اسقاطها عن الرجل.
وقد يعود سيادة هذا النسق في المجتمعات العربية إلى عوامل متعددة ومختلفة (ثقافياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ونفسياً)، التي يقع أفرادها تحت سطوة هيمنتها المتزمتة والمتعصبة بالعصبية القبليَّة؛ مما يُتخذ من العالم الوهمي وسيلة من الوسائل الهروب عن هذا الواقع، وهو نوع من أنواع التمرد الرمزي الثقافي، الذي يدعو إلى المحو ومحاولة الإلغاء.