أنباء اليوم
السبت 21 ديسمبر 2024 07:25 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزير الري يتفقد محطة طرفا ٣ بالمنيا ، ونماذج للمدارس الحقلية والزراعات بمحطة ١٤ المشرف على قطاع الإسكان تقدم ورقة عمل وطنية بعنوان الحوكمة.. الاستدامة بالتشريعات وزير الإسكان يتابع موقف تسليم قطع أراضي الإسكان الاجتماعي والمتميز بمدينة حدائق أكتوبر رئيس جامعة المنوفية يعقد لجنة المختبرات والأجهزة العلمية أون لاين وزير الإسكان يختتم جولته بالمرور على بعض الطرق الرابطة بين أكتوبر والشيخ زايد وزير الإسكان يتفقد مشروع التجمع العمراني صن كابيتال محافظ بني سويف يستقبل وزير الأوقاف محافظ بني سويف ووزير الأوقاف يتفقدان بدء تنفيذ أعمال تطوير مسجد السيدة حورية ديربي لندني يجمع بين كريستال بالاس و أرسنال ضمن منافسات البريميرليج جامعة أسيوط : افتتاح ملاعب كلية علوم الرياضة ومركز اللياقة البدنية وقاعة المناقشات الرئيس السيسي يجري زياره تفقدية الي مقر أكاديمية الشرطة مفتي الجمهورية يدين حادث الدهس في مدينة ماجديبورج الألمانية

مجتمع يقدس النساء في الحياة الالكترونية ويدفنها في الحياة الواقعية

فلسطين -إلهام فارس بكر


يعتبر هذا النسق من الأنساق الثقافية الاجتماعية التي سادت في مجتمعاتنا العربية عامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل كوكبة التطورات التكنولوجية التي يشهدها عصرنا الحالي، حيث أصبحت المرأة في ضوء العلاقات الافتراضية مقدسة من المقدسات الضمنية التي يحرص الآخر الذكوري الحرص على مواعيدها والتفاعل والتوافق معها بطريقة وهمية، في حين نجده يجعل من المرأة في الحياة الواقعية لاحقاً من اللواحق التبعية الهامشية التي تندرج تحت اللاوعي الذكوري الراسخ في اللاشعور الذاتي لديه، لأنَّ باعتقاده هي حق موروث من حقوقه الاجتماعية الشرعية التي يجب ممارستها وعدم التنازل عنها، باعتبارها من الثوابت الثقافية الاجتماعية العربية المُسلم بها دون نقاش.
ومن هنا كان لذيوع هذا النسق وتفشيه بين أفراد المجتمعات العربية، آثار جانبية سلبية (ثقافية، اجتماعية، نفسية) أثرت على العلاقات الأسرية بشكل خاص والعائلية بشكل عام، حيث زادت من معدلات حالات الطلاق بين الطرفين الواقعيين، نتيجة إهماله لها إذا تزينت، وعدم سماعها إذا تحدثت، والخلاف معها إذا تناقشت، والعكس صحيح؛ مما يزيد ذلك؛ من حدة التنافر بين الزوجين وتتعدد مشاكلهما لتصل إلى نقطة الانتهاء، وقد تمدد آثار هذا النسق إلى الخلافات العائلية الاجتماعية، في حال تطورت العلاقة بين الطرفين اللذين يقيما علاقة افتراضية خلف الشاشات الالكترونية والتشهير بها، لتدخل في حالات الشرف والقتل، وهي ضريبة ثقافية عقائدية تدفع ضحيتها المرأة العربية في الغالب ليتم اسقاطها عن الرجل.
وقد يعود سيادة هذا النسق في المجتمعات العربية إلى عوامل متعددة ومختلفة (ثقافياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ونفسياً)، التي يقع أفرادها تحت سطوة هيمنتها المتزمتة والمتعصبة بالعصبية القبليَّة؛ مما يُتخذ من العالم الوهمي وسيلة من الوسائل الهروب عن هذا الواقع، وهو نوع من أنواع التمرد الرمزي الثقافي، الذي يدعو إلى المحو ومحاولة الإلغاء.