أنباء اليوم
الثلاثاء 25 مارس 2025 10:22 مـ 26 رمضان 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزير البترول يشهد اجتماع الجمعية العامة لشركة الخدمات التجارية البترولية ”بتروتريد” لاعتماد نتائج أعمال عام 2024. وزير الخارجية يجري اتصالاً هاتفياً بنظيره البلغاري وزير الشئون النيابية ونائب وزير الطيران يحضران اجتماع لجنة الخطة والموازنة الرئيس السيسي يجري اتصالا هاتفيا بالرئيس الصومالي د. حسن شيخ محمود وزير الاتصالات يبحث مع السفيرة الأمريكية لدى مصر تعزيز التعاون وجذب الاستثمار الطيار نسي جواز سفره.. والطائرة تعود أدراجها في منتصف الطريق! لبنى هلال رئيسا لمجلس إدارة المصرية للاتصالات خلفا لماجد عثمان .. وتجديد الثقة في محمد نصر عضوا منتدبا ورئيساً تنفيذيا للشركة حسام حسن يعلن تشكيلة منتخب مصر لمواجهة سيراليون في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم العاهل الأردني والرئيس الإماراتي يبحثان جهود وقف الحرب على غزة تعرف على حقيقة . . حريق بمحيط مبنى البريد في رمسيس الأهلي يجدد طلبه للجنة الأولمبية للاطلاع على مستندات رابطة الأندية واتحاد الكرة والرد عليهما رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد إنشاء مجمع شين فينج المتكامل للصناعات المعدنية داخل ”اقتصادية قناة السويس”

مجتمع يقدس النساء في الحياة الالكترونية ويدفنها في الحياة الواقعية

فلسطين -إلهام فارس بكر


يعتبر هذا النسق من الأنساق الثقافية الاجتماعية التي سادت في مجتمعاتنا العربية عامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل كوكبة التطورات التكنولوجية التي يشهدها عصرنا الحالي، حيث أصبحت المرأة في ضوء العلاقات الافتراضية مقدسة من المقدسات الضمنية التي يحرص الآخر الذكوري الحرص على مواعيدها والتفاعل والتوافق معها بطريقة وهمية، في حين نجده يجعل من المرأة في الحياة الواقعية لاحقاً من اللواحق التبعية الهامشية التي تندرج تحت اللاوعي الذكوري الراسخ في اللاشعور الذاتي لديه، لأنَّ باعتقاده هي حق موروث من حقوقه الاجتماعية الشرعية التي يجب ممارستها وعدم التنازل عنها، باعتبارها من الثوابت الثقافية الاجتماعية العربية المُسلم بها دون نقاش.
ومن هنا كان لذيوع هذا النسق وتفشيه بين أفراد المجتمعات العربية، آثار جانبية سلبية (ثقافية، اجتماعية، نفسية) أثرت على العلاقات الأسرية بشكل خاص والعائلية بشكل عام، حيث زادت من معدلات حالات الطلاق بين الطرفين الواقعيين، نتيجة إهماله لها إذا تزينت، وعدم سماعها إذا تحدثت، والخلاف معها إذا تناقشت، والعكس صحيح؛ مما يزيد ذلك؛ من حدة التنافر بين الزوجين وتتعدد مشاكلهما لتصل إلى نقطة الانتهاء، وقد تمدد آثار هذا النسق إلى الخلافات العائلية الاجتماعية، في حال تطورت العلاقة بين الطرفين اللذين يقيما علاقة افتراضية خلف الشاشات الالكترونية والتشهير بها، لتدخل في حالات الشرف والقتل، وهي ضريبة ثقافية عقائدية تدفع ضحيتها المرأة العربية في الغالب ليتم اسقاطها عن الرجل.
وقد يعود سيادة هذا النسق في المجتمعات العربية إلى عوامل متعددة ومختلفة (ثقافياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ونفسياً)، التي يقع أفرادها تحت سطوة هيمنتها المتزمتة والمتعصبة بالعصبية القبليَّة؛ مما يُتخذ من العالم الوهمي وسيلة من الوسائل الهروب عن هذا الواقع، وهو نوع من أنواع التمرد الرمزي الثقافي، الذي يدعو إلى المحو ومحاولة الإلغاء.