أنباء اليوم
السبت 23 نوفمبر 2024 11:26 صـ 22 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
سعر الدولار اليوم السبت 23 نوفمبر 2024 في ماكينات الصراف الآلي البنك المركزي الصيني: الحفاظ على سعر صرف اليوان مستقراً بشكل أساسي وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ المشروعات التنموية المتنوعة بإقليم الساحل الشمالي الغربي وزير الري يتابع موقف حملة التوعية المائية على القد التي أطلقتها الوزارة رئيس هيئة الرعاية الصحية يلتقي المدير العام والعضو المنتدب لشركة ميرك ـ مصر وزير الإسكان يصل مدينة العلمين الجديدة لتفقد المشروعات التنموية بالساحل الشمالي عاجل : وفاة المطرب والملحن محمد رحيم عن عمر ناهز 45 عامًا وزير الخارجية والهجرة يلتقي وزير الصناعة بالكونجو الديمقراطية أبطال المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي تحقق 18 ميدالية ذهبية في بطولة إفريقيا لرفع الأثقال وزيرة التضامن الاجتماعي تشهد احتفالية مبادرة ”أفراحنا” لتجهيز 430 عروسة الاهلي يتعادل ايجابيا مع الاتحاد بالدوري أبرز أنشطة رئيس مجلس الوزراء هذا الأسبوع .. شراكات دولية وجولات ميدانية لمتابعة تنفيذ الخطط التنموية

وجوه العالم الافتراضي

بقلم - هبه قاسم
أصبح الانترنت من الأمور الأكثر أهمية التي يعتمد عليها البشر في زمننا الحالي فالكثير اعتبروه من أساسيات وضروريات الحياة التي بدونها تتوقف عجلة الزمان، فقد استخدمة البعض في التقارب الأسرى لتأدية التهاني والتعازي والدعاء، فأصبح يختصر اللقاءات الأسرية وصلة الارحام، وتنوعت استخدماتة مابين إنجاز العديد من الأعمال الحكومية و التجارية والاقتصادية، كما اصبح مهماً في الترفيه عن النفس وجمع الصدقات من مختلف شعوب العالم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي التي جمعت الكثير من الأشخاص بانحاء العالم ، فهو وبلا جدال أصبح كالهواء والماء لانستطيع الاستغناء و العيش بدونه ولو للحظات بسيطة. 
وداخل العالم الافتراضي (الفيسبوك) تحديداً نري الكثير من الوجوه، كرجال ترتدي قناع الرجولة وأنهم بجمال يوسف ونساء ترتدي رداء عفة ،مريم ومن تشبهن إمرأة العزيز التي تراود رجل على حبھا، ورجل لا يتمنع! واغلب الناس فيه تحولوا لعشاق يعشقن الرومانسية وأغاني الزمن الجميل، فكثر فيه المتحضرين و المثقفين والسياسين،و ساد النقاء وبياض القلوب، والجميع واقع عليه الظلم والحسد والقهر وكأن الارض أصبح يسكنها الملائكة!
ورغم انه عالم افتراضي بكل المقاييس تحول فيه اغلب الرجال لفرسان يتميزون بالشجاعة والصدق والنخوة ،وابناء نعمة وشبع وجاه ومال، ونساء ورجال يطالبون بالديمقراطية وتطبيق العدل ويبغضون الحرام والظلم و يلعنون الكذب والخداع، وهم في الحقيقة يختبئون خلف رداء الاسم والالقاب المستعارة واجمل الصور والشعارات المُزيفة! 
بالعالم الافتراضي أصبح الحب والعشق والتعلق العاطفي رخيصاً وسهل تداولة مع أولى كلمات المحادثات الخاصة، فكثرة الوعود وانعدمت الأفعال وضاعت قيمة اسمي المعاني الإنسانية ، وللأسف أصبح الاتجار بمشاعر البشر تجارة مشروعة يستغلها كلاً من الرجال والنساء لاصطياد فرائسهم بمنتهى الاحترافية دون الشعور باي ذنب، فنجد بعد الذكور مع كل اضافة جديدة في الأصدقاء، يلقون شباك الكلمات والترحيب والصباح المعطر بالورود والاغاني والصور،الرومانسيةلجذب، انتباه النساء وللأسف لايملون من تلك، المحاولات السخيفة ولايهمهم سواء كانت المرأة متزوجة ام لا، ولانهم  يعتقدون ان جميع النساء سهل الوصول إليهم! والعكس يمكن أن يحدث مع الرجال من قبل نساء تفتقر الحياء،كما نجد بالعالم الافتراضي الوجوه شابه، دائماً وان العمر لايتقدم بأحد فيه،فلا يوجد رجل مسن ولا امرأه مسنه  فالرجال فيه شباب ناضجون الفكر والسن وفرسان احلام لكل النساء، والنساء ملكات جمال ومرغوب فيهم من قبل الرجال!! 
والسؤال هنا، إلى متي ينجرف البشر لهذا العالم الافتراضي الذي دمر ومزق الكثير من القلوب والعقول البشرية وبسببه حدث الخلل النفسي والأسري وتفاقمت الذنوب ؟
 فمتي ندرك حقيقة هذا العالم وان الثمار فيه ليست على بذورها الحقيقية؟ 
الي متي نجازف بعقولنا وأرواحناوقلوبنا ونلقى بهم في التهلكة داخل عالم من الخيال نادراً مايصادف فيه الصدق والاخلاص؟
فهل يعقل ان العالم انتهى منه الظلم والناس جميعهم أصبحوا أسوياء واتقيأ صادقين يخافون الله؟
الي متي يظن البعض ان بداخله الوعود والأحلام الجميلة و الليالي الوردية التي تفوح منها ازكي العطور؟
فقد زرع الكثير منا بالعالم الافتراضي المحبة والوفاء والاخلاص وماحصد منه إلا الغدر والخيانة لأنهم نسوا اننا نعيش على الأرض ولسنا بالجنة وان الشقاء والفساد والشر والنفوس الضعيفة تحاصرنا من كافة الجهات ولن ننجوا منها الا اذا اتقينا الله في أنفسنا وفي من حولنا ، لذا كن على يقين ايه الهائم ان العالم الافتراضي كله خيال والخيال دائما روعة وكله شغف وعشق يجذبك عن الواقع  الذي يجلس وحيدا ينتظر وقوعك ليحاصرك داخل جدران الحزن والخذلان واليأس، فقم وانهض بنفسك ايها الإنسان ولا تعطي للخيال أهمية اكثر من الواقع وصل رحمك أينما كان واتقي الله بنفسك وبمن حولك، واعلم ان الله يراك ويراقبك بكل نفس تتنفسه، فوالله لم تتحضر بعد ايها العبد بل الآلات والتكنولوجيا هي من تحضرت واما انت فمازلت واقف مكانك هائم بعالم افتراضي يحاصره الخيال ومتاع الدنيا .